عبداللطيف صالح عبدالوهاب المسلم
المولد والنشأة:
ولد المحسن عبد اللطيف صالح عبد الوهاب المسلم في عام 1314هـ الموافق لعام 1896م، ونشأ في فريج القناعات في الكويت، حيث ترعرع وتربى في أحضان العائلة (عائلة المسلم)، وكان ينال من الرعاية قسطها الأكبر، فقد كان أصغر إخوته جميعاً.
وكانت أسرة المسلم قد قدمت من المملكة العربية السعودية، وسكنت حي القناعات (الجناعات)، وعاش - رحمه الله - بين أسرته في بيت جده عبدالوهاب ، ذلك البيت الذي ضم جميع أفراد الأسرة في حب ووئام وسعادة، وكان له من الأخوة الذكور أخوان هما سعود، وناصر، وأخته دلال.
وقد نشأ رحمه الله في ظروف قاسية قبل الانفتاح الاقتصادي وظهور النفط، فعمل مع إخوته في قص الصخر من عشيرج وتحميله في سفينتهم الصغيرة بقيادة أخيه الأكبر سعود وبيعه للبناء.
أوجه الإحسان في حياته:
"في أعمال الإحسان والصدقات يجب ألا تعرف يسارك ما تنفق يمينك"، بهذه الجملة كان عبداللطيف المسلم - رحمه الله - يسير في أعمال البر، فقد كان لا يحب الظهور أو يذكر اسمه في عمل من أعمال الخير التي كان يقوم بها، وكان ذلك شعاره الثابت، لهذا نجد أنفسنا مضطرين إلى أن نفصح عن أعماله التي شاء لها أن تكون سراً. من أجل إزكاء روح القدوة الحسنة والتنافس الشريف. وإن كنا في الحقيقة لا نعرف عنها الكثير لشدة كتمانه.
تبرعه بثلثي أرباحه:
الكرم من علامات إيمان المرء، والكريم السخي طيب النفس بما يبذل وينفق، فهو يحب الناس ويرى إكرامهم حقاً عليه واجب القضاء، وكان المحسن عبد اللطيف المسلم - رحمه الله - من هذا النوع، فكان إذا اشترى أرضاً أو سلعة فربح فيها قال: عزمت على أن أعطي ثلث الربح لفلان، وثلثه الثاني لفلان، والثلث الأخير لي، وكان أولاده يرون ذلك كثيراً، فيقول لهم: "اعلموا أنه ما نقص مال من صدقة، وإن الله سيخلف علي أضعافاً مضاعفة"، وهذا دليل على إيمانه القوي بالله تعالى.
فكم رابح مالاً كثيراً نسي حق الله فيه، ونسي حق الفقير فيه، بل إن بعض الناس نسوا حق أبنائهم فيه، وادخروا كل شيء لأنفسهم، ظناً منهم أن الدنيا ستبقى بأيديهم أبد الآبدين، ولكن هيهات لهم ذلك، وقد كان دأب المحسن عبداللطيف المسلم - رحمه الله - قول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (آل عمران، 92).
وقد أدى - رحمه الله - شرط الآية ونال جزاءها، رفع الله درجاته، وأخلفه في أهله خيراً.
عمارة المساجد:
حرص المحسن عبداللطيف المسلم – رحمه الله – على ربح الجنة واكتساب الرحمة، ببناء مسجد يذكر فيه اسم الله تعالى، محراب يتعبد فيه العابدون، وينال به نعيم من جعلوا بيوت الله مهوى أفئدتهم ومنارة قلوبهم، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ(37)} سورة النور.
مسجد المسلّم في حولي:
شرع المحسن عبداللطيف المسلم – رحمه الله – مع أخويه سعود وناصر في عمارة مسجد باسم عائلة المسلم، لينال ثواب الله تعالى.
ولعلمه أن بناء المساجد لا ينقص مال بناتها بل ينميه ويبارك فيه، والأفضل من ذلك أن الله يبني لهم مثله في الجنة، مصداقاً لقوله r : ﴿مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ﴾.
وقد تأسس هذا المسجد المبارك في القطعة السادسة في منطقة حولي، في عام 1350هـ (1931م).
وكانت أرض هذا المسجد مقتطعة من بيت العائلة الكبير في حولي، وقد جدد هذا المسجد مرتين، وزيد فيه من البيت من ناحية قبلة المسجد، ثم تجدد ثانية في عام 1373هـ الموافق لعام 1952م.
وفاته:
وبعد عمر قضاه في خدمة وطنه وأهله والقيام بأعمال الخير، توفي المحسن عبداللطيف المسلم في 4 ربيع الآخر عام 1405 هـ، الموافق 27 ديسمبر عام 1984م، في منزله بالكويت.
الكلمات الدالة:
مُحسنون من الكويت - الأثلاث الخيرية - عمارة المساجد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج7، 2003.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%207.pdf