إبراهيم عبدالله الكفيف

الولادة:
ولد الشيخ د. إبراهيم عبدالله الكفيف العجمي في 1960/10/9م - 18 ربيع الآخر 1380هـ، بقرية الشعيبة في محافظة الأحمدي، التي كانت سابقـًا تابعة لمنطقة الفحيحيل.
النشأة:
كان والده عبدالله بن عبدالله الكفيف من أوائل من حفظ القرآن الكريم في أهله في ذلك الوقت، وكان من أهل المساجد، ومن محبي العلم الشرعي، فنشأ ابنه إبراهيم في هذه البيئة وترعرع بين القرآن وأهله.
بره بوالديه وأقاربه:
وقد عرف عنه في ذلك الوقت أدبه، وحب الناس له، ووصله لأرحامه وبره بوالديه، وكان بـُّره بوالدته يُضرب به المثل، فقد عاشت لعدة سنوات وهي مصابة بالخرف، وتكاد لا تعرف أحدا، ولكنه كان بارا بها، وكأنها تعرفه مثل ما كانت رحمهما الله جميعـًا.
بر الشيخ إبراهيم الكفيف لم يقتصر على والدته بل كان بارا بزوجة أبيه (رحمها الله) فقد كان على علاقه متينة و وثيقة بها، كان رحمه الله يتعاهدها بالزيارة الدائمة لمسامرتها والترفيه عنها بأحاديثه الطيبة ودروسه النافعة، ولعلمه بحرصها على تمييزه بتحضير عشائه الخاص إلا أنه كان يدعوها بعدم التكلف في اطعامه ليكتفي بوجبات متواضعة مقتديـًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. كما كان رحمه الله يتعهدها بالسؤال عما يخصها ويخص الأهل كبارا وصغارا، بل كان رحمه الله برا بها حتى بعد وفاتها بذكره لها، و بالعمرة والصدقة والدعاء الدائم لها رحمها الله .
الدراسة:
درس الشيخ د. إبراهيم الكفيف مرحلتي الابتدائية والمتوسطة في قرية الشعيبة، وأكمل الثانوية في مدرسة الصباحية حيث كان سكنه الجديد في ذلك الوقت، والتحق بالمعهد التطبيقي ودرس الملاحة وتخرج منه بدرجة (دبلوم) وأصبح مراقب ـًا بإدارة الطيران المدني في برج المراقبة، ونحسبه -يرحمه الله- من المخلصين في عمله.
العمل التطوعي:
بدأ الشيخ إبراهيم في دراسة العلوم الشرعية عام 1988م على يد أبرز المشايخ في الكويت، ومنهم الشيخ أحمد الدبوس، والشيخ أحمد القطان؛ مما أهله ليصبح إمام ـًا وخطيبـًا (متطوعـًا) في وزارة الأوقاف عام 1993م، وكان من الناشطين في الدعوة إلى الله، وله الكثير من الأنشطة الشرعية والدعوية.
أهم المواقف:
في فترة الغزو العراقي الغاشم، كان له دور فعال مع المقاومة الكويتية في منطقة الصباحية، دافع عن وطنه بكل ما يستطيع، وقُبض عليه في ذلك الوقت من قبل القوات العراقية بالكويت، ثم خرج بفضل الله، والتحق بالجيش الكويتي مع قوات التحالف وانضـّم لدورات التجنيد في مصر آنذاك.
أهم الصفات:
كان -يرحمه الله- بشوش الوجه متواضعـًا حليمـًا، وكان قريبـًا من الناس يسمع شكواهم ويقدم النصائح، وكان مجتهد ـًا في إصلاح ذات البين بين الناس محبـًا للخير.
كان نشيطـًا لا يـَكـّل ولا يمل في خدمة الناس ونفعهم، وكان من الخطباء المفوهين المعروفين بفصاحة اللسان وقوة الأسلوب والصادحين بالحق لا يخشى في الله لومة لائم.
الإنجازات:
له العديد من الإنجازات، ونذكر منها ما يلي:
- أسس مبرة العجمان الخيرية من الألف إلى الياء تأسيسـًا كامـًلا، ثم بعد ذلك سلمها للإخوة بعد اكتمال المبرة، وكان مشرفـًا على العديد من المشاريع الخيرية في الكويت وخارجها (الهند، بنجلاديش، الفلبين).
- عضو مجلس إدارة في لجنة زكاة جابر العلي، وأشرف على العديد من المشاريع الخيرية في الهند وبنجلاديش.
- أصبح مقدمـًا للبرامج في إذاعة القرآن الكريم، وكان له البرنامج المعروف في ذلك الوقت ”تباشير الصباح“ الذي كان له الأثر الطيب والنافع على المجتمع، وكانت له أصداء طيبة.
- كان له العديد من الإصدارات التربوية والعلمية، منها حلقات إذاعية في دولة قطر.
- وقد استضافت مؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية في رابع فعاليات حملة ركاز قطر الجماهيرية (كلامك ... عنوانك) الدكتور /إبراهيم الكفيف العجمي الداعية الكويتي المشهور وذلك في لقاء جماهيري بحديقة اسباير.
- أصدر ألبوم قصص الأنبياء، وكان له رواج طيب في دول الخليج العربي في ذلك الوقت.
نشاطه في الدعوة إلى الله:
كان للشيخ إبراهيم دور كبير في المجال الدعوي، فقد كانت له دروس مستمرة في مسجده بيبي البدر آنذاك، وكان ينشط في رمضان، فكان يقيم المجلس الفقهي بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع لأهل المسجد. وكان ذا همة عالية، لا يكل ولا يمل من الدعوة والإرشاد.
حرصه على الحج:
كان حريصـًا على الحج في كل عام، فقد حج ما يقارب 20 حجة، كان فيها مرشدا ومعلمـًا للحجاج الذين معه، وقد حج مع حملة الزويد وحملة الوسام وكان مرشد الحملتين يجيب على أسئلة الحجاج ويوجههم إلى أعمال الحج كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكان محل ثناء من الحجاج وكان قريبا منهم.
الوفاة:
أصيب عام 2016/9/13م - 12 ذو الحجة 1437هـ بمرض نادر في الأعصاب، وبدأ مشواره مع المرض منذ ذلك العام، وبدأت حالته تتغير شيئـًا فشيئـًا حتى عجز عن المشي والكلام، وكان يعاني معاناة شديدة من أعراض هذا المرض، ولكنه رغم ذلك كان شعلة من التفاؤل وحسن الظن بربه، ولم يزده المرض إلا قربـًا من الله وإكثارا من الطاعات، وكان حريص ـًا أن يكون قريبـًا من أسرته وأبنائه في فترة مرضه.
كان إيمانه بربه يزداد كلما اشتد عليه المرض، حامدا لله شاكرا له على ما قدر وكتب راضيـًا بقضائه، وامتدت مرحلة العلاج منذ ذلك الوقت، فذهب لرحلة علاج إلى بريطانيا ثم أمريكا، ومع العلاج المستمر بالكويت أخبره الأطباء أن المرض متمكن منه، وأنه لن يعيش أكثر من 5 أعوام، فكان رده الابتسامة وحمد الله على قضائه، وكان حين يزوره أصحابه للاطمئنان على حاله يقولون: جئنا نواسيك ونقوي من عزيمتك، فكنت أنت من يقوي عزيمتنا ويشحذ هممنا، وبعد صراع مع المرض، انتقل إلى جوار ربه في يوم السبت الموافق 2018/9/10م في أبها بالمملكة العربية السعودية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الرابعة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2019.
الموقع الإلكتروني: