أنيسة خالد عبدالمحسن النفيسي

أنيسة خالد عبدالمحسن النفيسي
أنيسة خالد عبدالمحسن النفيسي

أنيسة خالد عبدالمحسن النفيسي

ولدت المربية الفاضلة السيدة أنيسة خالد عبدالمحسن النفيسي في اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1945م، وكان ميلادها في منطقة القبلة حيث عاشت سنوات طفولتها الأولى في تلك المنطقة، وكذلك تلقت فيها تعليمها الأولى قبل أن تنتقل مع الأهل للسكن في منطقة الشويخ.

والسيدة أنيسة خالد النفيسي هي شقيقة المربي الفاضل الأستاذ عبدالمحسن خالد النفيسي، وهما من بيت كرم معروف، يقترن اسمه دائماً بأعمال الخير والإحسان والإنفاق في سبيل الله تعالى على كثير من مشروعات الصدقات والتبرعات، وسنورد في مواضع لاحقة من هذا الكتاب مساهمتان أُخريتان من شخصيتين كريمتين من العائلة نفسها في دعم الخدمات الصحية.

فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء، هم وكل من يقوم بعمل خيري في سبيل الله تعالى.

تعليمها

بدأت السيدة أنيسة رحلة الدراسة في المرحلة الابتدائية في مدرسة كانت قريبة من منزل الأسرة الذي كانت تسكن فيه وهي المدرسة القبلية للبنات، والتي درست بها المرحلتين الابتدائية المتوسطة.

وبعد ذلك أكملت تعليمها الثانوي في مدرسة ثانوية المرقاب، وكان وقتها عدد مدارس المرحلة الثانوية للبنات قليلاً جداً، ولكن بسبب إصرارها على استكمال تعليمها وبدعم من الأسرة، حصلت السيدة أنيسة على الشهادة الثانوية، والتحقت بعدها بجامعة الكويت التي كانت حديثة العهد وقتها، ولم يكن هناك كليات كثيرة كما هو الحال الآن، كما أن عدد الطالبات اللاتي كنَّ يدرسن بالجامعة أيضاً كان قليلاً، إذا ما قيس بعددهن الآن، حتى وإن كان القياس على أساس نسبة البنات بالنسبة للمجتمع ككل.

لقد كان البيت الذي تربت فيه السيدة أنيسة بيت علم، لذلك كان هناك إصرار على أن يتم الأبناء تعليمهم العالي ويحصلوا على شهادات جامعية، تجعلهم يواجهون الحياة بوعي وإدراك، يمكنهم من اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم.

وبالفعل فقد كان ذلك ما حدث مع الأستاذة المربية أنيسة خالد النفيسي؛ حيث التحقت بجامعة الكويت ودرست في كلية الآداب، وبها تخصصت في دراسة اللغة الإنجليزية وآدابها، وأكملت دراستها الجامعية، وحصلت على الليسانس بتفوق، وكانت أيضاً ضمن الرعيل الأول الذين تخرجوا في جامعة الكويت، وحملوا على عاتقهم مسؤولية النهضة التعليمية وتحمل الدور الوطني في إثراء المجالات المختلفة بالكوادر الوطنية المدربة بكفاءة.

رحلتها الوظيفية بعد رحلتها التعليمية

بعد حصولها على شهادة الليسانس اتخذت قرارها بالعمل في سلك التدريس، وسلكت المجال الذي سلكه من بعدها أخوها المحسن الأستاذ عبدالمحسن النفيسي، والتحقت بالعمل في ثانوية المرقاب للبنات، وهي أيضاً المدرسة نفسها التي حصلت منها على شهادة الثانوية من قبل.

وظلت تدرس بها حوالي سبع سنوات، ثم انتقلت للعمل في مجال التربية والتعليم أيضاًً، ولكن في إدارة المكتبات المدرسية بوزارة التربية، وكانت هذه الإدارة تقوم بدور بناء في دعم العملية التعليمية – ومازالت بعد ذلك - حيث تتولى مسؤولية اختيار وتنظيم مصادر المعلومات المختلفة وتوفيرها للمكتبات المدرسية؛ حتى تكون مكملة للعملية التعليمية داخل المدارس بمختلف مراحلها.

وظلت السيدة أنيسة النفيسي تعمل بهذه الإدارة طيلة مدة خدمتها الوظيفية.. إلى أن طلبت التقاعد لتتفرغ لشؤون حياتها الأسرية.

ملامح شخصيتها

الأستاذة أنيسة خالد عبدالمحسن النفيسي من السيدات الفضليات من الشعب الكويت، فإلى جانب ثقافتها وفكرها العاليين، إلا أنها تحمل الصفات نفسها التي تحملها نساء الكويت من العطف والحنان الأسرى والاهتمام ببيتها وأبنائها، وبذل كل الجهد من أجل تربيتهم تربية قويمة، وتحمل هموم بيتها وزوجها وتسعى إلى تذليل أي من المشكلات التي قد تعترض حياة أبنائهم.

والسيدة أنيسة واحدة من أبناء هذا الشعب وتتصف بنفس صفاته، فبالإضافة إلى أنها تميزت في دراستها وفي عملها، فإنها تميزت أيضاً في حياتها الشخصية.

فقد تزوجت من رفيق دربها الأستاذ "عبدالعالي ناصر العبدالعالي" في عام 1973 أي في بداية حياتها العملية ورزقها الله تعالى من الأبناء ثلاثة ومن البنات واحدة، وهم جميعاً وبفضل الله ذوو شهادات عالية وتخصصات مهمة.

وكما أسلفنا فقد تقاعدت السيدة أنيسة عن العمل حالياً لتتفرغ لحياتها الشخصية ورعاية شؤون بيتها وزوجها وأبنائها.

إسهاماتها في الأعمال الخيرية

الحقيقة أن الأستاذة أنيسة من بيت خير، وبفضل الله تعالى تشارك في أعمال الخير والإحسان في كل صورة ومن جميع أبوابه فمثلاً:

  • لها أعمال خيرية كثيرة في إفريقيا حيث قامت بإنشاء مساجد في أكثر من دولة، وكذلك إقامة مدارس لتعليم الجاليات المسلمة هناك.
  • كما أن لها نشاطاً بارزاً في ولائم "إفطار الصائم" التي يقيمها بيت الزكاة، وغيرها من الأعمال الخيرية التي لا تفضل الأستاذة أنيسة الحديث عنها لولا إلحاحناً عليها للحديث عما ذكرنا أعلاه من أعمال خيرية، وهو من باب إبراز الأسوات الحسنة في مجتمعنا الطيب.

ولا يسعنا هنا إلا القول بأن هذا هو شعب الكويت وتلك هي نساؤه. ونذكر هنا قول الله عز وجل: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ". (سورة الذاريات، 19).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الأيادي البيض: سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية. عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي، 2004م.

الموقع الإلكتروني:

https://www.ajkharafi.com/files/8115/8304/1522/62e1273613a330ba378333eb25e2e2c2.pdf