الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عباس حبيب المناور»

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
طلا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
 
سطر ٧٣: سطر ٧٣:
[[تصنيف:أعلام العمل الخيري والإنساني]]
[[تصنيف:أعلام العمل الخيري والإنساني]]
[[تصنيف:محسنون]]
[[تصنيف:محسنون]]
[[تصنيف:أعلام العمل التطوعي]]
[[تصنيف:أعلام العمل التطوعي رجال]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٤٤، ١٠ مايو ٢٠٢٥

عباس حبيب المناور
عباس حبيب المناور

عباس حبيب المناور

هو أحد رجال الكويت المخضرمين من الرعيل الأول الذين حملوا على كاهلهم هموم وطنهم، وصدقت محبته في قلوبهم، ومن الوجهاء الأخيار والساسة الكبار، وكان مرجعا لقبيلة الرشايدة ومعظم أبناء الكويت في كبار الأحداث التي يواجهونها .. إنه عباس حبيب المناور المسيلم المعروف باسم «عباس المناور» ووالده هو المرحوم حبيب بن المناور الذي كان يعمل نوخذة إبان فترة الغوص على اللؤلؤ قبل أن يصبح من تجار العقار.

مولده ونشأته:

ولد عباس المناور عام ۱۹۳۰م، في فريج (حي) الرشايدة في منطقة شرق بمدينة الكويت داخل سور الكويت وعاش وترتع فيها، حيث كان هناك منزل والده وجده إلى أن انتقلت العائلة إلى الفروانية في عام ١٩٥١م؛ حيث استقر به المقام فيها حتى توفاه الله تعالى. وكان معروفا منذ صغره بإيجابيته وسعيه الخدمة أهله، ومن دلائل ذلك أنه تقدم رحمه الله في عام ١٩٥٤ بكتاب من أهل المنطقة إلى الشيخ عبد الله الجابر الصباح وزير المعارف آنذاك رحمه الله يطلب بناء مدرسة للبنات في منطقة الفروانية ووافق الشيخ على طلبه، وتم تأجير بيت بالمنطقة لإعداده كمدرسة للبنات . ثم بعد ذلك قام بزيارة الصديق طفولته الشيخ جابر العلي الصباح رحمه الله رئيس دائرة الكهرباء الذي قدم له كتاباً من أهالي المنطقة، يطلبون فيه إيصال التيار الكهربائي لمنطقة الفروانية. وتمت الموافقة على ذلك وتم إيصال التيار عام ١٩٥٨م، وتقدم كذلك بطلب لسمو أمير الكويت الأسبق الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله عندما كان رئيسا لدائرة الصحة لإقامة مستوصف بالفروانية وتمت الموافقة على طلبه واستأجر بيتا في المنطقة لذلك الغرض وافتتح كمستوصف.

أوجه الإحسان في حياته

ما أجمل أن يجتمع في الإنسان النشاط السياسي والتفاعل المجتمعي مصحوبين بالإحسان إلى المحتاجين والقيام على خدمة المعوزين، وهي صفات قلما تجتمع في إنسان واحد، مثلما اجتمعت في شخصية المحسن عباس المناور رحمه الله، الذي استشعر معنى قول الله تعالى:(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حيْهِ مِسكينًا وينيما وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُم جزاء ولا شكورا ) (الإنسان: ۹).

ويتمثل هذا بصورة نظرية فيما ذكر عنه د. عبد المحسن الجار الله الخرافي من أن إحسانه كان منه المعلوم الظاهر، ومنه المستتر، الذي كان يحرص على ألا يظهر لأحد كخبيئة له بينه وبين ربه سبحانه. ويتمثل ذلك بصورة عملية في القصة التالية التي لم يعرفها أحد إلا بعد وفاته، حتى ابنه عبد اللطيف، رغم أنه كان ساعده الأيمن في تنفيذ العمل الخيري.. فبعد وفاته رحمه الله بيومين اتصلت باهله مواطنة، ذكرت أنها قبل عشرين سنة طرقت بابه، سائلة مساعدته في إجراء عملية جراحية لتصحيح عملية غير ناجحة كانت قد أجريت لها في الكويت لتعديل عيب خلقي في إحدى رجليها ، فما كان منه إلا أن كتب لها شيكا بكامل المبلغ الذي طلبته للعلاج في الخارج، رغم أن المبلغ كان كبيرا، وذلك من دون سابق معرفة منه بها، ومن دون أن يسألها عن أي تقرير طبي يثبت صحة كلامها، ثم ختمت، قائلة: ها أنذا الآن سليمة معافاة أمشي كالأصحاء. وسيظل دعائي له، رحمه الله، ديناً في رقبتي حتى يأخذ الله أمانته.

وقد تعددت مظاهر الخير والإحسان في حياته رحمه الله تعالى حتى شملت ما يلي:

أولا - بناء المساجد وإعمارها

تمثل المحسن عباس المناور رحمه الله قول الله تعالى "إِنَّمَا يَعْمُرُ مسجد اللَّهِ مَنْ مَا مَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلوةَ وَآتى الزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أَوْلَيْكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ " (التوبة: ۱۸)، فطلب الهداية في هذا العمل الحسن، حتى تعدى اهتمامه بالمساجد من الكويت إلى خارجها. وذلك على النحو التالي:

1- مسجد عباس حبيب المناور في منطقة الفردوس

أسس المحسن عباس حبيب المناور رحمه الله عام ١٩٨٦م مسجداً باسمه في منطقة الفردوس القطعة السادسة على الشارع الرئيس، الذي يفصل بين منطقتي الفردوس والعارضية مقابل سنترال العارضية مباشرة، وهو مسجد عامر ذو منذنة، تقدر مساحته بحوالي ۲۷۰ مترا، ولم يتوقف رحمه الله عند ذلك، بل قام بتجديد المسجد وصيانته في عام ٢٠٠٢م. ومن فضل الله تعالى أن رزقه بذرية طيبة مباركة ساروا على نهجه في العمل الخيري فقام ابنه عبد اللطيف باعتماد مخططات هندسية لتوسعة هذا المسجد، وحصل على تراخيص إعادة البناء ليصبح ٤٧٠ مترا بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الموقع نفسه.

2- بناء مسجد باسم والده في منطقة جليب الشيوخ (قطعة ١٤)

أسمن المحسن عباس حبيب المناور رحمه الله مسجداً باسم والده حبيب المناور عام ١٩٦٤م في القطعة الرابعة عشرة بمنطقة جليب الشيوخ ، وهي القطعة التي سميت باسمه (العباسية). ويحتوي هذا المسجد - الذي يحدم اهالي هذه المنطقة بفصل على مكتبة ومصلى للنساء ومئذنة وحديقة كبيرة، وقد تم تجديد المسجد لاحقاً بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

3- بناء المساجد خارج الكويت

أسس المحسن عباس حبيب المناور رحمه الله عدداً من المساجد والمجمعات الخيرية خارج دولة الكويت. ومن المشاريع التي تبرع بها رحمه الله تعالى ما يلي:

  • بناء 3 مساجد في الهند.
  • بناء مسجدين في بنجلاديش.
  • بناء مجمع خيري متكامل يضم مسجداً ومدرسة ومستوصفاً ومحلات تجارية وقفية في الهند عام ۲۰۰۸ بتكلفة حوالي ٢۰۰۰۰ دينار كويتي وأطلق عليه اسم ابنته عزيزة عباس المناور رحمها الله، التي توفاها الله تعالى في ذلك العام خلال وجودها في المستشفى.
  • ساهم في تأسيس مسجد في محافظة بعليك بجمهورية لبنان من خلال تحمل تكاليف بناء مئذنة كبيرة للمسجد وتكاليف بناء دار كبيرة للمناسبات ملحقة بالمسجد في بلدة الشحيمية عام ٢٠٠٣م، بعدما طلب ذلك منه الأهالي لاستكمال المشروع.
  • تحمل تكاليف بناء الدور الثاني المسجد قائم في مدينة حلوان بجمهورية مصر العربية بمنطقة مدينة الطيران، عام ٢٠٠٩م، بمساحة قدرها ٢٠٠م٢ تم تخصيصه للنساء باسم ابنته المرحومة عزيزة.
  • توسعة مسجد في مدينة أيرلانغن في جنوب ألمانيا بمنطقة بافاريا (مقاطعة باير)، كان في الأصل منزلاً صغيراً، قام المسلمون هناك بشرائه وتبرع رحمه الله لهم لتوسعته وتحويله إلى مسجد، وتبرع بعد ذلك لتأثيثه واستكمال نواقصه.
  • قدم مساهمات فعالة للمساعدة في بناء عدة مساجد في المملكة الأردنية الهاشمية.

ثانيا - طباعة المصحف الشريف

أنزل الله عز وجل كتابه الكريم خاتم الكتب السماوية وأشرفها، وتكفل بحفظه، حيث قال عز من قائل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر: (٩)، وقد قيض الله تعالى من عباده من يقوم بحفظ كتابه و دراسته وتدريسه ومنهم من يقوم بطباعته ونشره وتوزيعه، ومنهم من يجمع بين الأمرين ( الحفظ والطباعة)، ومن هؤلاء المرحوم عباس المناور؛ حيث حفظ القرآن في صغره، كما أشرنا من قبل، ثم كان رحمه الله يحب الإنفاق على طباعة المصاحف وتوزيعها. بالإضافة إلى الإنفاق على ترجمة تفسير القرآن الكريم إلى سائر اللغات.

ثالثا - كفالة الأيتام

حض ديننا الإسلامي على كفالة الأيتام والقيام على رعايتهم والاهتمام بهم، حتى بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بملازمته لكافل اليتيم في الجنة قائلا: "أنا وكافل اليتيم في الجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا" (أخرجه البخاري)، ولقد كان عباس المناور رحمه الله محبا لكفالة الأيتام، حتى إنه خصص من ماله لهم استقطاعات شهرية مباشرة، ومن بعده تحملت زوجته أم عبد اللطيف كفالة الأيتام من حسابها الخاص.

رابعا - الإحسان إلى الخدم

حث الإسلام على الإحسان إلى الخدم والإماء، فقال صلى الله عليه وسلم: "هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ الله تحت أيدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَالْبِسُوهُمْ مما تلبسون، ولا تكلفوهُمْ مَا يَعْلَبُهُمْ فَإن كلفتموهُمْ فَاعِينُوهُمْ" (سنن أبي داود).. وهذا ما تمثله الراحل رحمه الله تعالى: فقد كان حريصا على حمل هم الخدم الذين يعملون عنده، وكأنه ولي أمرهم فهو يتكفل بحجهم وعمرتهم وعلاجهم وكفالتهم في بلادهم. كما كان يحرص على أن يساعد كلا منهم على بناء بيت له في بلده، في حنان أبوي منقطع النظير.

خامسا - الإحسان إلى الأرامل والمطلقات

فاض حنائه على الأرامل والمطلقات والفقيرات بشكل عام، حتى كان يفتح الباب الخلفي لديوانه التوزيع الزكاة والمساعدات طوال شهر رمضان المبارك، ومن أجل ذلك جهز مكتباً صغيراً له للإشراف على توزيع هذه المساعدات بنفسه.

سادسا - إسهاماته في خدمة المجتمع

كان المحسن عباس المناور رحمه الله له إسهاماته المجتمعية الواضحة التي مازالت قواعدها قائمة حتى الآن ومن ذلك قيامه بالتعاون مع زميله مبارك الحساوي رحمه الله في بيع أراضي فضاء في منطقة جليب الشيوخ (قطعة ١٤) سميت بعد ذلك هذه القطعة المعمورة بمنطقة العباسية، نسبة إليه: وذلك حرصا منه على المساهمة في توفير سكن مناسب للمواطنين وبيعه لهم بطريقة ميسرة بالأقساط بدون فوائد مالية.

يقول د. عبد المحسن الجار الله الخرافي : وقد سميت القطعة رقم ١٤ من منطقة جليب الشيوخ باسمه العباسية، لما كان منه من تطويرها وبيعها على المواطنين من دون أخذ المقابل بشكل فوري، بل كان متسامحا معهم من عسرهم السيد عباس المناور ونائب رئيس مجلس الأمة الأسبق السيد صالح الفضالة في انتخابات اللجان المجلس ۱۹۹۲ ويظهر أيضاً رئيس مجلس الأمة الأسبق السيد أحمد السعدون. كما أسس رحمه الله حملة المناور للحج والعمرة عام ۱۹۸۷م بموجب ترخيص من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وساعد الناس وخصوصاً أهله وأقاربه وخدمهم من خلالها على أداء فريضتي الحج والعمرة حيث كان يتبرع بتكاليف سفرهم على نفقته الخاصة، ولم يقتصر ذلك على أقاربه فقط، بل تعداه إلى غير القادرين من الوافدين من الهند وشرق آسيا من العمال والخدم وغيرهم.

وفاته:

وبعد حياة حافلة بالنشاط السياسي والعمل الخيري المجتمعي تجاوزت ثمانية عقود، توفي العم عباس حبيب المناور يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر عام ١٤٣٦هـ الموافق ٢٩ يناير ۲۰۱۵م، عن عمر يناهز ٨٥ عاما، بعد رحلة علاج في ألمانيا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

سلسلة مُحسنون من بلدي. إصدار بيت الزكاة - الكويت، الجزء الحادي عشر، 2016م.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%2011.pdf