الفرق بين المراجعتين لصفحة: «بشر بن يوسف الرومي»
WikiSysopwk (نقاش | مساهمات) طلا ملخص تعديل |
WikiSysopwk (نقاش | مساهمات) طلا ملخص تعديل |
||
(٥ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ١٤: | سطر ١٤: | ||
=== '''<big>عمارة المساجد:</big>''' === | === '''<big>عمارة المساجد:</big>''' === | ||
<big>أراد المحسن بشر الرومي – رحمه الله - أن يبني بيتاً لله تعالى في الأرض، يكون ذخراً له عند الباري عز وجل، وسبيلاً إلى دخول جناته ونيل مرضاته في الآخرة، قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ" ( | <big>أراد المحسن بشر الرومي – رحمه الله - أن يبني بيتاً لله تعالى في الأرض، يكون ذخراً له عند الباري عز وجل، وسبيلاً إلى دخول جناته ونيل مرضاته في الآخرة، قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ". (سورة التوبة، 18). وقد وفقه الله تعالى إلى نيل هذا الشرف العظيم، ليس ببناء مسجد واحد بل مسجدين:</big> | ||
=== '''<big>مسجد الرومي:</big>''' === | === '''<big>مسجد الرومي:</big>''' === | ||
<big>كان المحسن بشر الرومي - رحمه الله - يمتلك "ياخوراً" مع أسرته في محلة المطبة، وهو جزء من أرضهم - المقامة عليها الآن أبراج العوضي - في منطقة الشرق، ونظراً لحرص بشر على أداء الصلوات جماعة، شرع يفكر مع أسرته في تأسيس مسجد قريب من "ياخورهم" - حيث لم تكن هناك مساجد في تلك المنطقة آنذاك ولم يطل تفكيرهم، إذ سرعان ما خصصوا قطعة أرض من جهة الغرب من "الياخور" ليبنى عليها مسجد لله تعالى، متحملاً أيضاً نفقات البناء والتجهيز، مبتغياً من هذا العمل الثواب الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ" أخرجه أحمد في مسنده.</big> | <big>كان المحسن بشر الرومي - رحمه الله - يمتلك "ياخوراً" مع أسرته في محلة المطبة، وهو جزء من أرضهم - المقامة عليها الآن أبراج العوضي - في منطقة الشرق، ونظراً لحرص بشر على أداء الصلوات جماعة، شرع يفكر مع أسرته في تأسيس مسجد قريب من "ياخورهم" - حيث لم تكن هناك مساجد في تلك المنطقة آنذاك ولم يطل تفكيرهم، إذ سرعان ما خصصوا قطعة أرض من جهة الغرب من "الياخور" ليبنى عليها مسجد لله تعالى، متحملاً أيضاً نفقات البناء والتجهيز، مبتغياً من هذا العمل الثواب الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ". أخرجه أحمد في مسنده.</big> | ||
<big>وسرعان ما علا البناء وصدح صوت المؤذن بالنداء من فوق مئذنة مسجد الرومي الذي يقع في منطقة الشرق على شارع دسمان (شارع أحمد الجابر حالياً)، مقابل ياخور حسين بن علي بن سيف الرومي قريباً من أبراج العوضي وذلك في عام 1339 هـ (1920م)، وقد بُني المسجد في أول الأمر من الطين وكُسي بالجبس، وكانت مساحة الخلوة المصلى فيها صغيرة لا تسع سوى ثلاثة صفوف. وأما "الليوان" فكان يسع صفين آخرين.</big> | <big>وسرعان ما علا البناء وصدح صوت المؤذن بالنداء من فوق مئذنة مسجد الرومي الذي يقع في منطقة الشرق على شارع دسمان (شارع أحمد الجابر حالياً)، مقابل ياخور حسين بن علي بن سيف الرومي قريباً من أبراج العوضي وذلك في عام 1339 هـ (1920م)، وقد بُني المسجد في أول الأمر من الطين وكُسي بالجبس، وكانت مساحة الخلوة المصلى فيها صغيرة لا تسع سوى ثلاثة صفوف. وأما "الليوان" فكان يسع صفين آخرين.</big> | ||
سطر ٢٧: | سطر ٢٧: | ||
<big>ومن فضل الله تعالى أن هناك أكثر من وقف على هذا المسجد، والمعروف منها حالياً اثنان فقط هما:</big> | <big>ومن فضل الله تعالى أن هناك أكثر من وقف على هذا المسجد، والمعروف منها حالياً اثنان فقط هما:</big> | ||
<big> | <big>1- وقف خالد بن فايز الخميس: وهو عباره عن بيت للإمام في فريج حسين بن علي الرومي، مع بيت آخر بجواره للمؤذن.</big> | ||
<big> | <big>2- وقف آمنة بنت علي: وهو عباره عن بيت في محلة المطبة، أوقفته على مصالح المسجد، من بناء وحصر وزيت ودلو وغيرها، مما يحتاجه المسجد، بعد أن تقام مصالح البيت الموقوف من بناء وغيره، مما تستدام به غلته.</big> | ||
=== <big>مسجد بالأحساء:</big> === | === <big>مسجد بالأحساء:</big> === | ||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
<big>ولذلك كان – رحمه الله - عطوفاً على الفقراء والمساكين شفوقاً بهم، فكان ديوانه مفتوحاً لهم طول اليوم لتقديم الطعام والشراب، وكان يمتلئ بهؤلاء الفقراء والمساكين، حتى إن الكيس الكبير من الأرز لم يكن يكفي سوى يومين.</big> | <big>ولذلك كان – رحمه الله - عطوفاً على الفقراء والمساكين شفوقاً بهم، فكان ديوانه مفتوحاً لهم طول اليوم لتقديم الطعام والشراب، وكان يمتلئ بهؤلاء الفقراء والمساكين، حتى إن الكيس الكبير من الأرز لم يكن يكفي سوى يومين.</big> | ||
<big>أما أهل بيته - الذين تعلموا منه حب الخير - فكانوا يعدون الطعام ويوزعونه على الفقراء في بيوتهم، عملاً بقول الحق جل وعلا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9) سورة الإنسان.</big> | <big>أما أهل بيته - الذين تعلموا منه حب الخير - فكانوا يعدون الطعام ويوزعونه على الفقراء في بيوتهم، عملاً بقول الحق جل وعلا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9). سورة الإنسان.</big> | ||
<big>وكان رحمه الله يحث أهله ويشجعهم على الإكثار من هذا العمل الطيب، فكانوا ينفقون الأموال ويقدمون الطعام ويفعلون الخير، ندية نفوسهم، راضية قلوبهم، مبسوطة أيديهم، بغير منٍّ ولا أذى ولا تفاخر،</big> | <big>وكان رحمه الله يحث أهله ويشجعهم على الإكثار من هذا العمل الطيب، فكانوا ينفقون الأموال ويقدمون الطعام ويفعلون الخير، ندية نفوسهم، راضية قلوبهم، مبسوطة أيديهم، بغير منٍّ ولا أذى ولا تفاخر،</big> | ||
=== <big>إكرامه لجيرانه:</big> === | === <big>إكرامه لجيرانه:</big> === | ||
<big>ليس من المستغرب أن يحسن بشر الرومي معاملة جيرانه، وهو الذي قرأ كتاب الله صغيراً، وتشرب من تعاليمه، فكان يغمرهم بفيض بِره وكرمه، ويشملهم بحسن المعاملة وطيب المعشر وحلاوة اللسان، الذي هو من علامات الإيمان وطريق إلى حب الرحمن، متأسياً بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبى ذر - رضي الله - عنه بقوله: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ" | <big>ليس من المستغرب أن يحسن بشر الرومي معاملة جيرانه، وهو الذي قرأ كتاب الله صغيراً، وتشرب من تعاليمه، فكان يغمرهم بفيض بِره وكرمه، ويشملهم بحسن المعاملة وطيب المعشر وحلاوة اللسان، الذي هو من علامات الإيمان وطريق إلى حب الرحمن، متأسياً بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبى ذر - رضي الله - عنه بقوله: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ" متفق عليه.</big> | ||
<big>وقد انعكس ذلك على أخلاق المحسن بشر الرومي – رحمه الله - الذي شهد له كل من جاوره وعائلته بما سبق من صفات الجود والكرم، وحسن المعاملة وسمو الأخلاق،</big> | <big>وقد انعكس ذلك على أخلاق المحسن بشر الرومي – رحمه الله - الذي شهد له كل من جاوره وعائلته بما سبق من صفات الجود والكرم، وحسن المعاملة وسمو الأخلاق،</big> | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ | |||
<big>'''المصدر:'''</big> | <big>'''المصدر:'''</big> | ||
سطر ٦٩: | سطر ٧٠: | ||
[[تصنيف:ويكي خير]] | [[تصنيف:ويكي خير]] | ||
[[تصنيف:أعلام العمل الخيري والإنساني]] | [[تصنيف:أعلام العمل الخيري والإنساني]] | ||
[[تصنيف: | [[تصنيف:محسنون]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٣٥، ١٠ مايو ٢٠٢٥
المولد والنشأة:

هو بشر بن يوسف بن أحمد بن محمد بن صالح بن بشر بن محمد الرومي، ولد في محلة (فريج) الرومي بمنطقة الشرق في الكويت عام 1257هـ الموافق عام 1841م.
ينتمي إلى أسرة عريقة، ينتهي نسبها إلى بطن الشملان ثم السلقا ثم الجبل ثم العمارات ثم البشر من قبيلة عنزة، وقد ارتبطت هذه الأسرة ارتباطاً وثيقاً بالبحر، من خلال عملها في مهنة الغوص على اللؤلؤ الذي كان مصدر رزقها الرئيس.
وكانت أسرة الرومي قد نزحت مع أسرتي الصباح والخليفة، وأسر أخرى (فيما يسمى بالعتوب) من منطقة اليمامة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث كانوا يسكنون في "الهدار" من منطقة الأفلاج في نجد، وكبير أسرة آل رومي هو محمد الدراج، لأنه كان يسحب على مدرج بعد إصابته بقلة مدفع، وكان قاضي الجماعة، وقد هاجرت تلك الأسر لأسباب فُصلت في كتب التاريخ.
ومن تلك المنطقة خرجت أسرة الرومي مهاجرة إلى قطر مع الأسر التي ذكرناها آنفاً، فاستقرت في مدينة الزبارة التي تقع على ساحل قطر الغربي قرب البحرين، وكانت قطر آنذاك تحت سيادة بني خالد ويحكمها من قِبلهِم آل مسلم.
وبعد مدة غير معروفة خرجت من قطر، واستقرت مع أسرة الصباح وآل خليفة وعدد من الأسر الأخرى في "الصبية" بالجهة الشمالية الشرقية من الكويت، ثم غادروها إلى جزيرة فيلكا التي استقروا فيها مدة من الزمن، ثم غادروها إلى أرض الكويت بعد الإذن من ابن عريعر، ويقال إنه وهبهم الكوت، وكانوا مجموعة من العشائر والأسر استقرت في ذلك الكوت (الكويت) واختارت فيما بعد صباح الأول أميراً لها ما بين سنة 1110 وسنة 1130هـ على وجه التقريب.
أوجه الإحسان في حياته:
كان لنشأة المحسن بشر الرومي – رحمه الله - في بيئة كريمة، لها أيادٍ بيضاء في وجوه الخير كافة، أكبر الأثر في تعدد أوجه الإحسان لديه، والتي منها:
عمارة المساجد:
أراد المحسن بشر الرومي – رحمه الله - أن يبني بيتاً لله تعالى في الأرض، يكون ذخراً له عند الباري عز وجل، وسبيلاً إلى دخول جناته ونيل مرضاته في الآخرة، قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ". (سورة التوبة، 18). وقد وفقه الله تعالى إلى نيل هذا الشرف العظيم، ليس ببناء مسجد واحد بل مسجدين:
مسجد الرومي:
كان المحسن بشر الرومي - رحمه الله - يمتلك "ياخوراً" مع أسرته في محلة المطبة، وهو جزء من أرضهم - المقامة عليها الآن أبراج العوضي - في منطقة الشرق، ونظراً لحرص بشر على أداء الصلوات جماعة، شرع يفكر مع أسرته في تأسيس مسجد قريب من "ياخورهم" - حيث لم تكن هناك مساجد في تلك المنطقة آنذاك ولم يطل تفكيرهم، إذ سرعان ما خصصوا قطعة أرض من جهة الغرب من "الياخور" ليبنى عليها مسجد لله تعالى، متحملاً أيضاً نفقات البناء والتجهيز، مبتغياً من هذا العمل الثواب الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ". أخرجه أحمد في مسنده.
وسرعان ما علا البناء وصدح صوت المؤذن بالنداء من فوق مئذنة مسجد الرومي الذي يقع في منطقة الشرق على شارع دسمان (شارع أحمد الجابر حالياً)، مقابل ياخور حسين بن علي بن سيف الرومي قريباً من أبراج العوضي وذلك في عام 1339 هـ (1920م)، وقد بُني المسجد في أول الأمر من الطين وكُسي بالجبس، وكانت مساحة الخلوة المصلى فيها صغيرة لا تسع سوى ثلاثة صفوف. وأما "الليوان" فكان يسع صفين آخرين.
ويمتاز مسجد بشر الرومي بكثرة نوافذه وطولها مما يجعل الضوء والتهوية الصحية فيه متوافرين دائماً، وللمسجد بابان أحدهما يطل على شارع أحمد الجابر، والآخر على الناحية الشرقية.
وقد قامت دائرة الأوقاف العامة بتجديده عام 1372هـ (1952)، كما قام المحسن الحاج عبدالله بن ناصر البناي بإنشاء منارته الحالية، والتي اقتبس منها مهندسو أبراج العوضي - القريبة من المسجد – شكل أقواس البناية فازدانت الأبراج بها.
ومن فضل الله تعالى أن هناك أكثر من وقف على هذا المسجد، والمعروف منها حالياً اثنان فقط هما:
1- وقف خالد بن فايز الخميس: وهو عباره عن بيت للإمام في فريج حسين بن علي الرومي، مع بيت آخر بجواره للمؤذن.
2- وقف آمنة بنت علي: وهو عباره عن بيت في محلة المطبة، أوقفته على مصالح المسجد، من بناء وحصر وزيت ودلو وغيرها، مما يحتاجه المسجد، بعد أن تقام مصالح البيت الموقوف من بناء وغيره، مما تستدام به غلته.
مسجد بالأحساء:
رغب المحسن بشر الرومي رحمه الله في الإستزادة من الخير والثواب، فأسس مسجداً آخراً في الصالحية بمنطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بعد أن أشار عليه بذلك صديقه الحميم الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي – من علماء الأحساء آنذاك – الذي سعى في بناء مسجد في تلك المنطقة، وطلب من آل الرومي التبرع لهذا المشروع الخيري النبيل، فكان بشر أول المساهمين فيه.
عطفه على الفقراء:
اعتنى الإسلام بالفقراء عناية بالغة، وأوصى بهم في مواضع عدة من القرآن الكريم، وجعلهم من مستحقي الزكاة في قوله تعالى: " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)" سورة التوبة.
ولذلك كان – رحمه الله - عطوفاً على الفقراء والمساكين شفوقاً بهم، فكان ديوانه مفتوحاً لهم طول اليوم لتقديم الطعام والشراب، وكان يمتلئ بهؤلاء الفقراء والمساكين، حتى إن الكيس الكبير من الأرز لم يكن يكفي سوى يومين.
أما أهل بيته - الذين تعلموا منه حب الخير - فكانوا يعدون الطعام ويوزعونه على الفقراء في بيوتهم، عملاً بقول الحق جل وعلا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9). سورة الإنسان.
وكان رحمه الله يحث أهله ويشجعهم على الإكثار من هذا العمل الطيب، فكانوا ينفقون الأموال ويقدمون الطعام ويفعلون الخير، ندية نفوسهم، راضية قلوبهم، مبسوطة أيديهم، بغير منٍّ ولا أذى ولا تفاخر،
إكرامه لجيرانه:
ليس من المستغرب أن يحسن بشر الرومي معاملة جيرانه، وهو الذي قرأ كتاب الله صغيراً، وتشرب من تعاليمه، فكان يغمرهم بفيض بِره وكرمه، ويشملهم بحسن المعاملة وطيب المعشر وحلاوة اللسان، الذي هو من علامات الإيمان وطريق إلى حب الرحمن، متأسياً بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبى ذر - رضي الله - عنه بقوله: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ" متفق عليه.
وقد انعكس ذلك على أخلاق المحسن بشر الرومي – رحمه الله - الذي شهد له كل من جاوره وعائلته بما سبق من صفات الجود والكرم، وحسن المعاملة وسمو الأخلاق،
نظارة الوقف الخيري:
كان المحسن بشر الرومي محلاً لثقة الناس وحبهم، لتحليه بالأخلاق الأصيلة والصفات الحميدة، وقد تعددت صور هذه الثقة فيه، ومن ذلك أن الواقف السيد علي بن حسين بن علي السليمان اختاره وصياً على أراضيه التي أوقفها على الفقراء والمساكين، المسماة "بالحربية" والواقعة في محلة "بريهة" في منطقة العشار أحد مضافات البصرة، وقد ظل بشر وصياً عليها إلى وفاته.
وقبل أن يلقى وجه ربه الكريم وَكَّلَ أبناءه أوصياء نيابة عنه، فظلوا أوصياء عليها من بعده إلى أن ذهبت هذه الأرض. يقول السيد عدنان بن سالم الرومي: "أن هذا العمل يدل على ثقة الناس به وحبهم له، وقد يكون بشر مساهماً مع الوصي ولكننا لا نملك دليلاً على ذلك".
وفاته:
بعد عمر طويل قارب التسعين سنة قمرية، قضاها المحسن الكريم بشر الرومي – رحمه الله - زاهداً في الدنيا، باذلاً الكثير من ماله في أوجه الخير والإحسان، انتقل إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في غرة جمادى الأولى عام 1347هـ، الموافق 14/11/1928م، ودفن في الجهة الشمالية من مقبرة هلال المطيري بمنطقة الشرق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين) . بيت الزكاة، الجزء الخامس، الطبعة الأولى 1424هـ-2003م.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%205.pdf