الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد يوسف بودي»
WikiSysopwk (نقاش | مساهمات) طلا ملخص تعديل |
WikiSysopwk (نقاش | مساهمات) طلا ملخص تعديل |
||
(١ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
<big>فمحمد يوسف بودي نشأ في أسرة محبة للخير، فوالده يوسف بودي، وجدّه حمد بودي، وعمته مريم بودي رحمهم الله، عاشوا في رحاب القرآن وعلى حب الخير، وهكذا تنشأ الأسر والأبناء على الخير والعطاء ، كما قال الشاعر :</big> | <big>فمحمد يوسف بودي نشأ في أسرة محبة للخير، فوالده يوسف بودي، وجدّه حمد بودي، وعمته مريم بودي رحمهم الله، عاشوا في رحاب القرآن وعلى حب الخير، وهكذا تنشأ الأسر والأبناء على الخير والعطاء ، كما قال الشاعر :</big> | ||
<big>وينشأ ناشىء الفتيان مِنَّا | <big>وينشأ ناشىء الفتيان مِنَّا *** على ما كان عوّده أبوه</big> | ||
<big>فقد نشأ محمد يوسف بودي على كتاتيب الكويت، وتعلم القرآن الكريم، ثم اتجه للعمل في المنطقة الشرقية بمدينة الخُبر ومدينة الدمّام، وذلك في شركة أرامكو النفطية، وبعد سنتين من عمله طلب منه والده يوسف حمد بودي أن يعود إلى الكويت ليساعده في عمله، لأن يوسف بودي أنشأ أول ماكينة طحين في الكويت، وهي ماكينة بودي في فريج بودي، فقد ذهب إلى الهند واشترى ماكينة طحين، وجلبها للكويت في عام 1914 لطحن الحبوب، وخاصة الحنطة، وقد خفف عبئا ثقيلا على نساء الكويت وعمّال الطحين بما كانوا يعانوه من معاناة كبيرة من خلال الطحن في الرَّحى، فكانت هذه الماكينة رحمةً لأبناء ونساء الكويت . وكان يوسف بودي رحمه الله يُشرف على هذه الماكينة لطحن الحبوب، وأيضاً لديه مزرعة في الفنطاس، زرعها بالنخيل والخضراوات، وبعد سنوات من عمله أراد من ولده محمد يوسف بودي أن يساعده، وطلب منه أن يرجع من مدينة الخُبر بالمملكة العربية السعودية ليساعده في هذا العمل، فقام محمد يوسف بودي وأخيه عبدالله يوسف بودي رحمهما الله بمساعدة والدهما في الإشراف على هذه الماكينة.</big> | <big>فقد نشأ محمد يوسف بودي على كتاتيب الكويت، وتعلم القرآن الكريم، ثم اتجه للعمل في المنطقة الشرقية بمدينة الخُبر ومدينة الدمّام، وذلك في شركة أرامكو النفطية، وبعد سنتين من عمله طلب منه والده يوسف حمد بودي أن يعود إلى الكويت ليساعده في عمله، لأن يوسف بودي أنشأ أول ماكينة طحين في الكويت، وهي ماكينة بودي في فريج بودي، فقد ذهب إلى الهند واشترى ماكينة طحين، وجلبها للكويت في عام 1914 لطحن الحبوب، وخاصة الحنطة، وقد خفف عبئا ثقيلا على نساء الكويت وعمّال الطحين بما كانوا يعانوه من معاناة كبيرة من خلال الطحن في الرَّحى، فكانت هذه الماكينة رحمةً لأبناء ونساء الكويت . وكان يوسف بودي رحمه الله يُشرف على هذه الماكينة لطحن الحبوب، وأيضاً لديه مزرعة في الفنطاس، زرعها بالنخيل والخضراوات، وبعد سنوات من عمله أراد من ولده محمد يوسف بودي أن يساعده، وطلب منه أن يرجع من مدينة الخُبر بالمملكة العربية السعودية ليساعده في هذا العمل، فقام محمد يوسف بودي وأخيه عبدالله يوسف بودي رحمهما الله بمساعدة والدهما في الإشراف على هذه الماكينة.</big> | ||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
[[تصنيف:ويكي خير]] | [[تصنيف:ويكي خير]] | ||
[[تصنيف:أعلام العمل الخيري والإنساني]] | [[تصنيف:أعلام العمل الخيري والإنساني]] | ||
[[تصنيف: | [[تصنيف:أعلام العمل الخيري رجال]] | ||
[[تصنيف:محسنون]] | [[تصنيف:محسنون]] | ||
[[تصنيف:أعلام العمل التطوعي]] | [[تصنيف:أعلام العمل التطوعي]] | ||
[[تصنيف:أعلام العمل التطوعي رجال]] | [[تصنيف:أعلام العمل التطوعي رجال]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٥:٢١، ٥ مايو ٢٠٢٥

محمد يوسف بودي
هو من أسرة عائلة آل بودي الكريمة، التي هي امتداد لتاريخ الكويت وأسرها المعروفة بأعمالها الخيرية، فجدُّه هو معلم الخير في الكويت الشيخ حمد عبدالرحمن بودي،المعلم ومحفّظ القرآن الكريم في فريج آل بودي، حيث علّم شباب الكويت وأبناء الكويت القرآن الكريم والقراءة والكتابة، ولا يزال أهل الكويت يذكرونه ويدعون له بخير ، وقد قام أيضاً بتعليم أولاده ، حيث تعلم على يديه ابنه يوسف وابنته مريم حمد بودي ، وأصبح لمريم كُتّاب تُعلِّم فيه بنات الكويت القرآن الكريم ، ولا يزال بنات ونساء الكويت يتذكرونها ويدعون لها بخير ، والله عز وجل يتولى الذرّيّة بالصلاح إذا كان الوالد صالحا ، وكما قيل صلاح الآباء يجني ثماره الأبناء والأحفاد. ففي سورة الكهف تولى الله عز وجل الأولاد الأيتام وحفظ لهم كنزهم، قال الله عز وجل عنهم في القرآن الكريم: «وكان أبوهما صالحا»، فصلاح الآباء يجني ثماره وهدايته وصلاحه الأبناء والأحفاد والذرية .
فمحمد يوسف بودي نشأ في أسرة محبة للخير، فوالده يوسف بودي، وجدّه حمد بودي، وعمته مريم بودي رحمهم الله، عاشوا في رحاب القرآن وعلى حب الخير، وهكذا تنشأ الأسر والأبناء على الخير والعطاء ، كما قال الشاعر :
وينشأ ناشىء الفتيان مِنَّا *** على ما كان عوّده أبوه
فقد نشأ محمد يوسف بودي على كتاتيب الكويت، وتعلم القرآن الكريم، ثم اتجه للعمل في المنطقة الشرقية بمدينة الخُبر ومدينة الدمّام، وذلك في شركة أرامكو النفطية، وبعد سنتين من عمله طلب منه والده يوسف حمد بودي أن يعود إلى الكويت ليساعده في عمله، لأن يوسف بودي أنشأ أول ماكينة طحين في الكويت، وهي ماكينة بودي في فريج بودي، فقد ذهب إلى الهند واشترى ماكينة طحين، وجلبها للكويت في عام 1914 لطحن الحبوب، وخاصة الحنطة، وقد خفف عبئا ثقيلا على نساء الكويت وعمّال الطحين بما كانوا يعانوه من معاناة كبيرة من خلال الطحن في الرَّحى، فكانت هذه الماكينة رحمةً لأبناء ونساء الكويت . وكان يوسف بودي رحمه الله يُشرف على هذه الماكينة لطحن الحبوب، وأيضاً لديه مزرعة في الفنطاس، زرعها بالنخيل والخضراوات، وبعد سنوات من عمله أراد من ولده محمد يوسف بودي أن يساعده، وطلب منه أن يرجع من مدينة الخُبر بالمملكة العربية السعودية ليساعده في هذا العمل، فقام محمد يوسف بودي وأخيه عبدالله يوسف بودي رحمهما الله بمساعدة والدهما في الإشراف على هذه الماكينة.
وكان يوسف بودي رحمه الله يساعد الأسر التي لا تملك أموالاً وتريد طحن الحبوب، فكان يعطيهم هذه الخدمة بالمجّان، وكان بعض الأسر يأتون بأكياس الحبوب وبها شيء بسيط من الحبوب لفقرهم ، مع أن الأصل أن يأتون بالكيس ممتلأ لطحنه ، وكان يوسف بودي رحمه الله يفهم أن هذه الأسر لا تملك إلا كمية قليلة من الحبوب، فكان يطحن لهم الحبوب، ويملأ أكياسهم بحبوب إضافية من محله ، ويجعلها صدقة لوجه الله عز وجل.
وكان محمد يوسف بودي يرى والده وما يفعله من عمل الخير والبر والمعروف ومساعدة الأسر المتعففة، فنشأ على هذا العمل الجليل . وفي يوم من الأيام دخل محمد بودي المحل ليُشرف على الماكينة، فرأى صالح اليحيى ( والد الإعلامية عائشة اليحي ) والذي كان يعمل معهم في موقع الماكينة يأخذ مالا من جيبه العلوي ويضعه في الصندوق «صندوق الروبيات الخاص بالمحل » ، فاستغرب محمد يوسف بودي، فقال له يا أبا أحمد، مالذي تفعله ،فقال له : تأتي بعض الأسر وتريد طحن الحبوب، ولا تملك أموالا ، فأطحن لهم مجانا، لكنه لا يجوز لي أن أطحن لهم مجاناً وأنتم أصحاب المحل ولست أنا صاحبه ، فآخذ من مالي الخاص وأضعه في الصندوق، فقال له محمد يوسف بودي، يا أبا أحمد اجعلنا شركاء معك في الأجر والثواب، فاتفق معه على أنّ من يأتي من الزبائن ويريد أن يطحن حبوبه وليس عنده قيمة الطحن يتم تقديم الخدمة له مجاناً لوجه الله تبارك وتعالى.
وفي عام 1948 افتتح محمد يوسف بودي وأخوه عبدالله يوسف بودي محلا في السوق تُباع فيه بضائع متنوعة ، وكان عملاً تجارياً مشتركاً فيما بينهما ، وهو دليلٌ على الصدق في التعامل والأخوّة والإيثار فيما بين الإخوة، فالمال بينهما واحد، وهذا يدلّنا كيف كان ينشأ تجّار الكويت قديماً، خاصة الشراكة العائلية، والشركات التجارية العائلية، التي كانت تقوم على هذا التفاهم والتعاون والمودة والمحبة .
استمر محمد وعبدالله بودي في محلهما التجاري حتى عام 1978، وكان عبدالله رحمه الله هو المشرف على المحل التجاري، وأخوه محمد يعاونه عند الحاجة. كان محمد يوسف بودي يسكن مع والده وأخيه عبدالله في فريج بودي، ثم انتقل في عام 1956 إلى عام 1958 للسكن في منطقة أم صِدَّة .
وفي عام 1958 انتقل للسكن في منطقة الشامية، وأنشأ ديوانية يستقبل فيها هو وأخيه عبدالله أهله وأصحابه وجيرانه وأصدقاءه، وكانت ديوانيته مفتوحة كل يوم، يزوره الناس ويتواصل معهم، وكان يتصف بصفات جميلة ، فقد كان رحيم القلب وعطوفاً، وكانت عاطفته جيّاشه، وكان يبكي عندما يرى معاناة الناس والمحتاجين، وكانت له قصة جميلة في السوق في يوم من الأيام مع أحد الباعة من المهارة الذين قدموا من منطقة المهرة من اليمن ، حيث كان لهذا المهري محلا تجاريا في السوق ، وهؤلاء المهرة يستدينون المال ويفتحون محلاتهم التجارية، فإذا باعوا بضائعهم ردّوا الديون التي عليهم لمن اقترضوا منهم ، وفي يوم من الأيام احترق محل هذا العامل المهري، فأخذ يبكي في السوق، فذهب له محمد يوسف بودي مسرعا وتعاطف معه، وحنّ له قلبه فأخذ من المهري إزاره وقام بالمرور على محلات السوق والتجار ليبلغهم بالخبر ، فساهموا معه وتبرعوا لمساعدة المهري في إعادة ترميم محله وإعادة تجارته وكانوا يضعون المال في الإزار ، وفعلاً جمع مبلغا من المال ، ثم عاد إلى ذلك الرجل يطيّب خاطره ودفع له المال. هكذا كان محمد يوسف بودي حنونا وعطوفا ورحيما ، يحب الفقراء، ويحب المحتاجين والمساكين.
وقد كان محمد يوسف بودي وأخيه عبدالله من مؤسسي جمعية الإرشاد الإسلامي التي أسسها أبناء الكويت عام ١٩٥٢، والتي كان لها دور بارز في تقديم المساعدات الإنسانية داخل الكويت وخارجها ، ومن أبرز ما قدمه محمد وعبدالله يوسف بودي هو تبرعهما لبناء مركز إسلامي في مدينة غزة بفلسطين ، فحينما وصل إلى الكويت السيد سليمان حمد من فلسطين في عام 1953 للإقامة في الكويت وهو من أبناء غزة ، وزار جمعية الإرشاد وسأله أعضاء الجمعية عن فلسطين وأحوالها ، فأجابهم بأن الطلبة الأربعة يدرسون في كتاب واحد، وأن الوضع المادي صعبا ، فطلب محمد يوسف بودي من سليمان حمد أن يدخل معه في غرفة من غرف الجمعية وأعطاه مبلغا من المال وطلب منه يزوره في الغد في المحل التجاري وحضر في الغد ، فأعطاه مبلغا من المال أيضا وهو يبكي ، وقال له : هذا تبرع مني ومن أخي عبدالله ، ونريد منك بناء مدرسة لتعليم أبناء فلسطين في غزة، وذهب سليمان حمد إلى غزة، وبنى مسجد ومدرسة ومركز إسلامي في حيّ النُّصَيْرات بغزة واسمه المركز الإسلامي، وكان لهذا المركز دور كبير في تعليم أبناء غزة إلى يومنا هذا ، وقد قام أبناء عبدالله يوسف بودي جزاهم الله خيرا بترميم المركز الإسلامي وتوفير احتياجاته خلال السنوات الأخيرة الماضية ودعم تأسيس حلقة قرآن فيه .
كان محمد يوسف بودي رحمه الله من المشاركين في نُصرة القضايا الإسلامية، وكان يتحرك لنصرة المسلمين في دول النكبات ودول الكوارث، وكان يجمع التبرعات ويقدم المساعدات من خلال زكاته هو وأخيه عبدالله، من محلهم التجاري، فيقدّموا المساعدات إلى المساكين والفقراء. وأيضاً عندما كان ابنه خالد يدرس في أميركا، وأبلغ والده بأن هناك مركزا إسلاميا يحتاج للبناء قام هو وأخوه عبدالله بالتبرع لهذا المركز الإسلامي. واستمر محمد يوسف بودي إلى آخر حياته هو وأخوه عبدالله يوسف بودي رحمهما الله، يستقبلان الناس في الديوان، وبدأ آخر حياته يُكثر من قراءة كتب السيرة النبوية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عام 1980 أصابه مرض أدخله المستشفى، وقبل وفاته في عام 1982 قال لأبنائه بأنه يريد التحدث مع يوسف الحجي رحمه الله وحضر إلى المستشفى لزيارته، وكان رئيسا للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ورئيسا لجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، فقال محمد يوسف بودي ليوسف الحجي : أرغب في بناء مركز إسلامي في إفريقيا، وفعلاً تم بناء مسجد ومدرسة ومركز إسلامي كبير في ساحل العاج، ولا يزال هذا المركز قائما، وقام أبناؤه وبناته بالمساهمة في إعادة ترميم هذا المركز.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
د. خالد يوسف الشطي (رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني - فنار).