ناصر جاسم بن محمد صالح السعيد

مراجعة ٠٤:٥٢، ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
ناصر جاسم بن محمد صالح السعيد
ناصر جاسم السعيد ...صاحب المبادرات الوطنية والدعوية.

ناصر جاسم بن محمد صالح السعيد

تنتمي عائلة السعيد إلى قبيلة آل حرم من الخزرج من الأزد من قحطان، خلاف بقية العائلات التي تحمل نفس الاسم "السعيد" في دولة الكويت.

صاحب المبادرات الوطنية والدعوية:

أصحاب المبادرات هم أصحاب الهمم العالية، والمبادرون هم مِلحُ المجتمع وبرَكتِه، فهم أُنَاس كرام يحبون الخير، ويسعدون بتقديم العون والنفع لغيرهم، وهم على يقين تام بأن الله سبحانه وتعالى لن يخذلهم، ولن يضيع جهودهم إذا صلحت نواياهم.

أولاً: المبادرات الوطنية:

«كان الأخ الفاضل ناصر جاسم السعيد، رحمه الله تعالى، يعمل بمحطة الكهرباء والماء إبان الاحتلال العراقي لدولة الكويت، وعندما سيطر الجيش العراقي على مناطق الكويت وعلى مؤسساتها، وفرض حظر التجوال، ونشر الرعب والهلع بين المواطنين، مما اضطر معظم العاملين في محطات الكهرباء والماء إلى عدم الذهاب إلى مقر أعمالهم، ولكن ناصر جاسم السعيد، رحمه الله تعالى، ظل مواظبًا على الذهاب إلى مقر عمله في تلك الأيام العصيبة، ولم يثنِه ما كان يواجه من مضايقات وتهديدات من جنود الاحتلال العراقي، من القيام بمهام واجبه الوطني، بل الأهم من ذلك أنه ذهب إليهم مبادرًا بقوله: (إذا لم تعمل المحطة بكامل قوتها، فإن الكهرباء سوف تنقطع عن الجميع، وهذا ليس من مصلحة أبناء البلد ولا مصلحتكم أنتم أيضًا)، ولم يكتفِ بذلك، بل طلب منهم أن يتعلموا كيفية تشغيل المحطة، فبعد أن أخفى المستندات والوثائق المهمة والسرية الخاصة بالمحطة في إحدى الغرف السرية فوق الديكور الموجود في سقف الغرفة، ذهب إلى القوات العراقية المحيطة بالمحطة، وأخذ بعض الجنود العراقيين إلى أماكن التشغيل، لتكون مسؤولية تشغيل المحطة على الجميع، لأن انقطاع التيار الكهربائي سوف يضر بالجميع، وهذا من فطنته وذكائه ومبادرته الطيبة الإيجابية، حرصًا على أبناء وطنه حتى في أحلك الظروف.

وفي سياق الحديث عن المبادرات الوطنية للأخ الأكبر ناصر جاسم السعيد، رحمه الله تعالى، تجدر الإشارة إلى هذه المبادرة، التي هي في حقيقة الأمر مبادرة دعوية أيضاً، وقد تمثلت هذه المبادرة في حرصه على رفع الأذان وإقامة الصلوات في المسجد القريب من بيته في منطقة القادسية إبان الاحتلال العراقي للبلاد، فعلى الرغم من تحذير قوات الاحتلال من ذلك، فإنه كان حريصًا على رفع الأذان والإمامة بالناس في المسجد، بل وإلقاء بعض الخواطر الإيمانية، التي تشجع على المقاومة والثبات في وجه العدو، ورفع الروح المعنوية لأبناء وطنه، وكان من نتيجة ذلك أنه أصبح مطلوبًا بالاسم من قبل قوات الاحتلال العراقي في ذلك الوقت، ولكن الله سبحانه وتعالى حفظه ونجاه من بطشهم وأذيتهم».

ثانياً: المبادرات الدعوية والخيرية:

«لم يكف الأخ ناصر جاسم السعيد، رحمه الله تعالى، يومًا ما عن مبادراته الدعوية والخيرية في سبيل الله عز وجل، فقد كان حريصًا على استثمار أوقاته في الدعوة إلى الله عز وجل ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن أمثلة مبادراته الدعوية، على سبيل المثال لا الحصر، أنه في إحدى سفراته رحمه الله تعالى إلى دولة باكستان - حيث كانت معظم مشاريعه الخيرية في هذا البلد المسلم ـ يشاء الله سبحانه وتعالى أن يجلس إلى جواره في الطائرة أحد التجار (الهندوس)، فاستثمر رحمه الله تعالى الموقف، وأخذ يحدثه عن الإسلام وعن سماحة الإسلام، ويشاء المولى سبحانه وتعالى أن يقذف الهداية في قلب هذا الرجل، وما ان وصلا إلى باكستان حتى أعلن هذا التاجر الهندوسي إسلامه، وكانت هذه السويعات القليلة فاتحة خير عليه بدخوله الإسلام، وخير مكافأة للداعية المبادر العم ناصر جاسم السعيد رحمه الله تعالى».

ويستطرد الراوي حديثه بذكر مبادرة أخرى للأخ الفاضل ناصر جاسم السعيد، رحمه الله تعالى، فيقول: «أما عن حرصه على أداء الأمانات إلى أهلها فحدّث ولا حرج، فعلى الرغم من إصابته، رحمه الله تعالى، بمرض السرطان، وما كان يعانيه رحمه الله تعالى من آثار شديدة على صحته جراء هذا المرض العضال من هزال وضعف عام، أضف إلى ذلك ما كان يجري في باكستان من حروب وقتال بين مختلف الفصائل هناك في فترة من الفترات، فإن ذلك كله لم يثنِه عن القيام بواجبه الدعوي والخيري، وعندما كان أهله ينصحونه بعدم الذهاب في تلك الأيام خوفًا وحرصًا عليه، كان رحمه الله تعالى يرد عليهم بمقولته الشهيرة: (وماذا أفعل في الأمانات الخيرية التي حمَّلَها أصحابها لي؟)، ويضف قائلاً: (لابد أن أذهب كي أُوصِل تلك الأمانات إلى فقراء المسلمين، والله تعالى هو خيرٌ حافظًا وهو يتولى الصالحين)».

وإنه من المناسب في هذا المقام أن نختم كلامنا عن المغفور له بإذن الله تعالى ناصر جاسم السعيد بشهادة الأخ الفاضل يوسف عبدالرحمن، الذي كتب مقالاً في جريدة «الأنباء» الكويتية بعد وفاته رحمه الله تعالى بيوم واحد؛ نكتفي بإيراد مقتطفات منه يقول فيها: «الأخ ناصر له من اسمه نصيب، فهو ناصر لكل عمل دعوي وخيري وإغاثي وتنموي، سافر هنا وهناك من أجل تقديم المعونات، أتذكر عقب التحرير أيام كانت الهيئة الخيرية الاسلامية ترسل المعونات للشعب العراقي والأقليات وأماكن الكوارث، كان الأخ ناصر أحد أبرز الرجال، الذين قاموا بهذا العمل على خير وجه مع الزملاء: بدر الشمروخ وفيصل الجيران ومبارك القريان وآخرين».

ويستطرد بقوله: «الأخ ناصر السعيد رحمه الله تعالى إنسان هادئ، كريم النفس، عف اللسان، حكيم غير متهور، لقد عرفته طوال عمره صابرًا وفي صمت عجيب، وقد سمعت الكثير عن أفعاله الخيرية، وأثناء تواجدي مع المعزين لأداء واجب العزاء، سمعت الجميع يثني عليه ثناءً حسنًا، ويشهدون له جميعًا بقولهم: (لقد اشترى الآخرة في كل أعماله). رحم الله أبا خالد الذي اتسع قلبه للجميع داخل الكويت وخارجها، صاحب المهمات النوعية في العمل الخيري والإغاثي، ومن عايشه وعاشره يعرف معدنه الأصيل».


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

صاحب المبادرات الوطنية والدعوية. د. عبدالمحسن الجار الله الخرافي.

الموقع الإلكتروني:

https://www.alqabas.com/article/5945873-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%A9/