ناصر عبدالمحسن السعيد

المولد والنشأة:
هو المرحوم ناصر بن عبدالمحسن بن عبدالله بن ناصر بن سليمان بن إبراهيم بن سعيد بن فايز بن نصار،المولود في قرية «جْلاجِل» في هضبة نجد عام 1908م (1326هـ)، والتي أخذت تسميتها من جلجلة الماء عند تحركه بين صخور الأودية. وينتسب يرحمه الله إلى آل نصار من الحباشين من آل بوحسن من المساعرة من آل صهيب من الدواسر.
لم يسعد ناصر كثيراً بصحبة والده عبدالمحسن يرحمه الله، إذ لم يلبث أن وافته المنية، بينما كان صغيراً (سنتين أو ثلاث سنين)، فذاق مرارة اليتم مبكراً. ولكن الله تعالى لم يضيعه فبعد زواج والدته منيرة عبدالكريم السعيد من عبدالله الزامل أخذه عمه إبراهيم ورباه مع ولديه. وفي مدرسة اليتم نضجت شخصية ناصر العصامية. فاعتمد على الله ثم على نفسه منذ نعومة أظفاره، وشق طريقه في الحياة بعون الإله. فعركته مدرسة الحياة بحلوها ومرها.
أوجه الإحسان في حياته:
الإحسان صنو الإيمان وأمر الرحمن، ودليل على حسن الظن بالله الكريم المنان، يفتح الله به القلوب، ويغفر الذنوب، ويمحو الخطايا، كتبه الله على كل شيء، وجعل جزاءه من جنسه، وقد حرص المحسن ناصر السعيد يرحمه الله على أن يشارك في الكثير من أوجه الخير - ما استطاع إلى ذلك سبيلاً - فقام بتنفيذ المشروعات الخيرية، ودعم بشكل سنوي الكثير من الهيئات واللجان والجمعيات العاملة في الميدان الخيري، ومن ذلك ما يلي:
أولاً: دعم صندوق أسرة السعيد بمليون ريال:
أدرك المحسن ناصر السعيد يرحمه الله حق القرابة وذوي الرحم فما إن أنشأت العائلة «صندوق الأسرة» عام 1987م، التي ينتمي إليها الآن ما يزيد على الألف، في الكويت والمملكة العربية السعودية - حيث الجزء الأكبر من العائلة السعيد - إلا سارع بدعمه بالتبرع بمليون ريال سعودي، رغم أن فكرة الصندوق تقتضي أن يتبرع كل فرد في العائلة بهذا المبلغ 10000 (ريال عشرة آلاف ريال)، لينفق منها على إعانة الشباب الراغبين في الزواج الأول، وغيرها من المناسبات الاجتماعية، ومساعدة المحتاجين في الأسرة، وبناء صالة اجتماعية للأسرة للمناسبات واللقاءات الأسبوعية للتواصل والتعاون والتكافل.
ولم يكتف بذلك بل قدم يرحمه الله تبرعات سنوية دائمة تعدت 1000000 مليون ريال سعودي، على مدى عشرين عاماً منذ نشأة الصندوق حتى وفاته عام 2006م.
ثانياً: إعمار المساجد:
المساجد بيوت الرحمن، وموئل الإيمان، ومهوى الجنان، فيها تطمئن القلوب، وتمحى الذنوب، ويتجلى على خلقه علام الغيوب، من أجل ذلك بذل المحسن ناصر السعيد يرحمه الله بعض ماله، وبنى لله تعالى أربعة مساجد، كما يلي:
1- مسجد بمنطقة خيطان في الكويت:
وقد أراد يرحمه الله أن يبني لله أول مسجد له في حياته على أرض بلده الحبيب الذي امتلك حبه سويداء قلبه، فاختار منطقة خيطان. وشاركه في الأرض التي تبرع بها لبناء هذا المسجد المرحوم العم محمد علي الدخان، حيث التقى كلا هما على حب خمول الذكر والبعد عن الأضواء والشهرة، التي قد تنقص الأجر والثواب، فلم يحرصا على ذكر اسميهما على المسجد. ولكن شاء الله تعالى - لحكمة إلهية - أن يظهر بعض أعمال عباده المخلصين بعد رحيلهم، ليراها الناس، فيتأسوا بهم ويسيروا على دربهم، وأولهم ذريتهم الصالحة.
وروى أبنائه أنه جاء لوالدهم يرحمه الله نائب رئيس مجلس الأمة يوسف المخلد والشيخ راشد الحقان ومجموعة من الناس، فقالوا له: «يا أبو عبدالمحسن نريد قسيمة لبناء مسجد في الفنطاس أو غيرها»، فأعطاهم القسيمة واشترط عليهم أنه إذا لم يبن عليها المسجد خلال عامين يسحب هذه الأرض، ولما لم يبن المسجد خلال هذه الفترة فعلياً، سحب هذه الأرض، فهو يرحب بالتبرعات ولكن الجادة.
2- مسجد جلاجل بالمملكة العربية السعودية:
وإذا كان المحسن ناصر السعيد لم ينس بلده الذي نشأ فيه واستقر على أرضه، فوفاه بعض حقه عليه، فلم يكن له أن ينسى مسقط رأسه، ذلك البلد الذي فيه نشأ، فيمم وجهه شطر منطقة جلاجل بالسعودية وبنى لله بيتاً فيها.
3- مسجد في منطقة عنيزة بالمملكة العربية السعودية:
وقام المحسن ناصر السعيد يرحمه الله على تأسيس مسجد ثالث في منطقة عنيزة بالمملكة العربية السعودية، فقام بشراء قطعة أرض، وكلف أحد الثقاة بالبناء والتجهيز، في سرية تامة، حتى تم له ذلك، ولم يعلم أولاده بهذا العمل إلا من خلال وثيقة شراء الأرض وبناء المسجد بعد وفاته، فأثبتت قيامه - رحمه الله - بهذا العمل.
الوقف على مسجد عنيزة:
وقد حرص يرحمه الله على استمرار أداء هذه المسجد لرسالته من خلال توفير نفقاته الدائمة، فأوقف عليه بيتاً مجاوراً له للإنفاق من ريعه على المسجد، لعلها تكون صدقة جارية له إن شاء الله، ينال ثوابها يوم القيامة، ويشاركه فيه من قام على هذه الأعمال الطيبة المباركة من بعده
حجية وقف البيت على مسجد عنيزة:
وسيراً على طريق والدهم يرحمه الله الذي زرع في نفوسهم حب الخير، فقد اتفق أبناء المحسن ناصر عبدالمحسن السعيد على تخصيص وقف خيري جديد ينفق من ريعه على مسجد عنيزة، والتقى رأي الجميع على شراء أرض، وتأسيس وتجهيز مجمع استثماري عليها، ليخصص ريعه للإنفاق على المسجد فقط.
4- مسجد ومركز إسلامي في جاكرتا بإندونيسيا:
اهتم المحسن ناصر السعيد بهذا البلد المسلم النائي الديار المتعدد الجزر والأمصار (أكبر دولة إسلامية من حيث تعداد السكان)، عاملاً بقول المصطفى r: «يَدُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ وَيُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَقْصَاهُمْ» (رواه ابن ماجه). فأمر يرحمه الله ببناء مسجد ومركز إسلامي في جاكرتا، بتكلفة قدرها (130000 د.ك) مائة وثلاثون ألف دينار كويتي، قدمها لله تعالى، علها تشفع له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ثالثاً: التبرع بأرض لبناء مدرسة في منطقة جليب الشيوخ:
وقد حرص يرحمه الله أيضاً على التبرع لبناء مدرسة، لأن الإسلام حض على طلب العلم وأعلى منزلة العلماء، ولذا فقد تبرع يرحمه الله بقطعة أرض لتقام عليها مدرسة في منطقة جليب الشيوخ، وقدرت قيمة هذه الأرض وقتها بمبلغ ضخم يزيد على الملايين، وكان يسعه أن يبيعها للحكومة أو لأحد التجار، لكنه أقنع شركاءه فيها، وهما أخواه من أمه محمد وعبدالله الزامل بأهمية هذا التبرع ووطنيته وخيريته.
وفي هذا يقول عنه د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي في جريدة القبس: «..أن هذا التبرع قل نظيره، في هذا الوقت، بل ربما يكون عديم المثيل.. وبعد عودتي للخبراء في هذا المجال، وجدت أن ذلك التبرع يعادل حالياً أكثر من خمسة ملايين دينار كويتي، ومما يثير الإعجاب والفخر بهذا الرجل الكريم أن هذا التبرع تم بصمت وهدوء بلا ضجيج ولا إعلانات ضخمة ولا تغطيات صحفية واسعة ولا احتفالات توقيع. وإن كان معه حقه أن يفعل كما يفعل الكثيرون. ولكنه آثر وأخواه ما عند الله، وما عند الله خير وأبقى.. ».
رابعاً: الوقف الخيري:
الوقف معلم بارز من معالم الحضارة الإسلامية، قديماً وحديثاً، وقد أراد المحسن ناصر السعيد يرحمه الله أن يكون له حظ في رفعة شأنه ودوام ذكره، فقام ببناء عمارتين - تضم كل منهما ثلاثة طوابق - في منطقة ميدان حوالي، بمساحة 750 متراً، لكل منهما وأوقفهما لله تعالى. ثم قام بتسليمها إلى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية كجهة اختصاص لتتولى إدارتهما والإنفاق من ريعهما على أوجه الخير المتعددة التي تقوم عليها الوزارة.
وبتقدير بسيط ومبدئي لسعر هاتين العمارتين في سوق العقار حالياً نجد أن قيمة كل منهما ربما تزيد على نصف مليون دينار، أي أن قيمة العمارتين مليون دينار، الأمر الذي يظهر يقينه بالله تعالى، وثقته في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ رَجُلا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ» رواه الترمذي.
خامساً: مساهمته في تأسيس مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:
وهي هيئة عالمية مستقلة، تأسست بالكويت عام 1986م، وتقدم خدماتها الإنسانية للبؤساء والمحتاجين في العالم، بدون تمييز أو تعصب، وتشمل أنشطتها جميع أعمال الإغاثة.
ولم يشأ المحسن ناصر السعيد يرحمه الله أن يفوته شرف المساهمة في هذا الصرح العالمي الخيّر والرائد، فتبرع بمبلغ مليون دولار أمريكي (1000000 دولار) مساهمة منه في تأسيس مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكان مبلغاً ضخماً في ذلك الوقت، يكفي لإنشاء مشروع استثماري مربح، ولكنه - رحمه الله - آثر الاستثمار في الآخرة.
سادساً الدعم السنوي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:
وبعد أن تأسست الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي أصبحت نموذج متميز متكامل للعمل الخيري الإسلامي الحديث، لم يتوقف المحسن ناصر السعيد عن دعمها ومساندة مشروعاتها، فقدم يرحمه الله لها دعماً سنوياً مقداره 40000 د.ك (أربعون ألف دينار كويتي). للمساهمة في تنفيذ المشاريع الخيرية للهيئة.
وقد بلغ مجموع ما قدمه المرحوم ناصر السعيد للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية خلال 20 عاماً إلى 800000 د.ك (ثمانمائة ألف دينار كويتي لا غير).
وهذا التبرع السنوي مستمر - بفضل الله تعالى - إلى الآن بمتابعة أولاده الأوفياء.
سابعاً: دعم جمعية عبدالله النوري الخيرية:
تأسست الجمعية في 11 رمضان 1401هـ (1981م)، ومن أهدافها القيام بكافة أعمال البر والإحسان لمساعدة المسلمين وخدمتهم. وتعزيز ودعم الروابط الأخوية في البلاد والمجتمعات الإسلامية، وقامت في سبيل ذلك ببناء المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية ودور الأيتام والمستشفيات، وغيرها.. في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي، وفي داخل الكويت أنفقت الجمعية مبالغ كبيرة لأصحاب الحاجات والمعوزين، كما أنشأت مشروع (وقف الرحماء)، واندرج تحته مشروع وقف إفطار الصائم، ووقف بناء المساجد ووقف خدمة القرآن الكريم وعلومه ووقف حفر الآبار ووقف رعاية الأيتام.
ومن أجل ذلك رأى المحسن ناصر السعيد يرحمه الله أن يقدم دعماً سنوياً للجمعية بمبلغ (10000د.ك) عشرة آلاف دينار سنوياً، وقد استمر هذا الدعم بفضل الله تعالى بعد وفاته - رحمه الله - إلى الوقت الحاضر على يد أولاده البررة.
ثامناً: دعم لجنة فلسطين الخيرية:
وهي لجنة تتبع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، تأسست عام 1988م. بهدف إغاثة الشعب الفلسطيني المتضرر من الاحتلال. والاهتمام بالمقدسات الإسلامية والمعالم التاريخية لأرض القدس الشريف. وتقديم العون الأكاديمي والمادي لطلبة العلم. وأشرفت اللجنة على عدد من المشرعات الخيرية والإنتاجية لمساعدة المحتاجين هناك.
ونظراً لثقة المحسن ناصر عبدالمحسن بهذه اللجنة وتقديره لدورها، فقد قدم لها - رحمه الله - دعماً بمبلغ (30000 د.ك) ثلاثون ألف دينار كويتي عام 1986م.
تاسعاً: تبرعه لإغاثة الشعب السوداني:
تعتبر السودان أكبر دولة إفريقية وعربية من حيث المساحة، وكمعظم دول إفريقيا عانت السودان من الجفاف والسيول والفيضانات المغرقة، من أجل ذلك قامت عدة دول عربية بجمع التبرعات لإنقاذ الشعب السوداني، وفي مقدمتها دولة الكويت، وقد تبرع المحسن ناصر عبدالمحسن السعيد يرحمه الله بمبلغ 5000 دينار في 12/3/1990م لشراء مواد إغاثة لدعم الشعب السوداني، بواسطة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
عاشراًً: دعم مشاريع اللجنة الشعبية لجمع التبرعات:
تأسست هذه اللجنة المباركة في الخمسينيات على أيدي ثلة كريمة من كبار تجار الكويت من أهل الخير، وقدم المرحوم ناصر السعيد تبرعاته الإغاثية من خلالها إلى عدة دول، ومنها تبرعه لإغاثة إخوانه المتضررين في اليمن عام 1982م. وتبرعه لدعم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بمبلغ 5000 د.ك في 23/1/1988م. وتبرعه لدعم الانتفاضة الفلسطينية المباركة بمبلغ 3000 د.ك في 12/12/1989م.
وبعد وقوع مجزرة «قانا» في لبنان عام 1996م، تبرع يرحمه الله بمبلغ 5000 د.ك (خمسة آلف دينار كويتي) لدعم الشعب اللبناني الشقيق، في 30/6/1996م.
وعندما أصيب شعب الصومال العربي المسلم بكارثة السيول والفيضانات عام 1997م، ساهم يرحمه الله بمبلغ أربعة آلاف دينار (4000 د.ك)، في 23/11/1997م.
كما قدم تبرعات أخرى من خلال اللجنة الشعبية لجمع التبرعات إلى عدة دول كما يلي:
1- دعم مصر بعد نكسة 1967م:
في يوم 5 حزيران 1967 قامت إسرائيل بهجوم جوي ساحق على سلاح الطيران المصري، ثم هاجمت الأردن وسوريا. وقد وقف الشعب الكويتي الكريم وقفة شجاعة لمؤازرة ودعم مصر في هذه الأزمة، وتم جمع تبرعات كبيرة، بلغت 1200000د.ك (مليون ومائتا ألف دينار كويتي) لدعم المجهود الحربي المصري. وساهم المحسن ناصر عبدالمحسن السعيد يرحمه الله في هذا الواجب المقدس، فتبرع لها بشحنة غذائية (1000 كيس أرز و 500 كيس سكر).
2- تبرعه لإغاثة المتضررين من زلزال القاهرة:
في 12 أكتوبر عام 1992م ضرب مدينة القاهرة وما حولها زلزال كبير، أدى إلى وفاة أكثر من 500 شخص، وجرح نحو 6500، وأحدث الكثير من الخسائر المادية، لذلك فقد تبرع المرحوم ناصر السعيد لصالح مصر بمبلغ 10000 د.ك (عشرة آلاف دينار كويتي).
3- دعم المجهود الحربي الكويتي:
بعدما حشد النظام الصدامي في أكتوبر 1994م قواته قرب الحدود الكويتية عند بلدة الزبير (تبعد عن الكويت 40 كيلو متر، وعن المنطقة المعزولة 30 كيلو متر)، وقف أهل الكويت وقفة مشرفة لمساعدة حكومتهم وجيشهم بكل ما استطاعوا، ومنهم المرحوم ناصر السعيد الذي تبرع بمبلغ 50000 د.ك (خمسون ألف دينار) في 3/11/1994م.
4- دعم أسر الشهداء والمناضلين من الشعبين الفلسطيني واللبناني:
قدم أهل الكويت مساعدات وتبرعات كبيرة لتخفيف العبء عن الفلسطينيين وإغاثتهم، وكان أحدها هو تبرع المحسن ناصر عبدالمحسن السعيد يرحمه الله، الذي ساهم بمبلغ 50000 د.ك (خمسون ألف دينار كويتي) لصالح أسر الشهداء والمناضلين من الشعبين الفلسطيني واللبناني حتى تاريخ 3 يونيه عام 1996م.
حادي عشر: دعم لجنة مسلمي إفريقيا (جمعية العون المباشر حالياً):
تأسست لجنة مسلمي إفريقيا عام 1981م، بواسطة د. عبدالرحمن السميط، ثم تغير اسمها إلى «جمـعية العون المـباشـر الدولـية»، وهي تعمل في أكثر من 40 دولة إفريقية.
ولثقة المحسن ناصر السعيد يرحمه الله في هذه الجمعية فقد دعمها وساهم في الكثير من مشروعاتها، كما يلي:
- تبرع بمبلغ 10000 د.ك (عشرة آلاف دينار كويتي)، في 23 يونيه 2002م، للمساهمة في بناء مقرها بحولي على الدائري الثالث بجوار مسجد الوزان.
- ساهم في مشروع إفطار الصائم سنوياً.
- ساهم في مشروع الأضاحي سنوياً.
- أوقف جزءاً من ماله لصالح الفقراء والمحتاجين في مناطق إفريقيا، ومن ذلك:
- وقف إغاثة، لمواجهة حالات المجاعة المنتشرة في مناطق عدة.
- وقف الصدقة الجارية.
- الوقف التعليمي.
كما قدم المرحوم ناصر السعيد مساهمات خيرية عديدة من خلال جمعية العون المباشر كما يلي:
1- التبرع لإغاثة شعب دولة جيبوتي
جيبوتي دولة عربية صغيرة في إفريقيا الشرقية على شاطئ البحر الأحمر، تبرع لها المحسن ناصر السعيد يرحمه الله بمبلغ 10000 د.ك (عشرة آلاف دينار كويتي)، في 31/10/1994م. عن طريق لجنة مسلمي إفريقيا، بعدما علم أن هذا البلد يحتاج إلى عون أهل الخير للتخفيف من معاناتهم وتفريج كربات منكوبيه.
2- المساهمة في تأسيس عمارة وقفية في جوهانسبرج:
جوهانسبرج أكبر مدن جنوب إفريقيا، وثالث أكثر المدن الإفريقية اكتظاظاً بالسكان بعد القاهرة ولاغوس، وقد تبرع المحسن ناصر السعيد يرحمه الله بمبلغ 10000 د.ك (عشرة ألاف دينار كويتي)، كمساهمة منه في تأسيس عمارة وقفية في جوهانسبرج، ليُنفَق من ريعها في مجال الدعوة، وهذا التبرع الكريم يعتبر قيمة نصف طابق من العمارة المشار إليها، وفق ما ذكرته جمعية العون المباشر.
3- حفر الآبار الارتوازية في إفريقيا:
لا يخفى على امرئ ما للماء من أهمية قصوى في الحياة، وحسبنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» (متفق عليه). وقد استجاب المحسن ناصر السعيد يرحمه الله لدعوة جمعية العون المباشر إلى تحمل تكاليف حفر عدد من الآبار الارتوازية في الدول الإفريقية التي تعاني من الجفاف والتصحر. وهي كما يلي:
1- حفر بئرين في غينيا بيساو:
دولة غينيا بيساو تقع غرب إفريقية على ساحل الأطلسي وتعاني من فقر وجفاف، لذا أمر يرحمه الله ببناء بئرين فيها، الأولى في بيساو العاصمة في حي كليلي، يستفيد منه قرابة 1500 شخص، والثانية في حي أنتولا بونو، ويستفيد منه قرابة 1150 شخص.
2- حفر بئرين في غينيا كوناكري:
وفي عام 1995م تبرع يرحمه الله لحفر بئري مياه في غينيا كوناكري، باسم كل من جده المرحوم عبدالكريم إبراهيم السعيد وجدته شمة عبدالله الزكري، الأولى في قرية مالي ميسيدي، ويستفيد منه حوالي 1000 مسلم. والثانية بقرية سومبا، ويستفيد منه حوالي 1200 مسلم.
3- حفر بئر في بنين (داهومي):
وقد تبرع يرحمه الله لحفر بئر في منطقة «ألييورى» بقرية عينيا. نظراً لما تعانيه هذه الدولة الإفريقية (عاصمتها بورتو نوفو) من قلة المياه الصالحة للشرب.
ثاني عشر: منح دائمة لبعض الجهات الخيرية داخل الكويت وخارجها:
كان المحسن ناصر عبدالمحسن السعيد يرحمه الله مسارعاً إلى فعل الخيرات جميعاً، فقدم - بالإضافة إلى ما سبق - تبرعات إلى الجهات الخيرية داخل الكويت وخارجها، ومن ذلك دعمه لمنظمة المدن العربية (الكويت) بمبلغ 5000 د.ك (خمسة آلاف دينار كويتي) في 12/12/1989م. وتبرعه للجنة الدعوة الإسلامية بمبلغ 3000 دينار، في 21/4/1990م.
كما تبرع ودعم يرحمه الله اللجان والجمعيات ولجهات الخيرية التالية:
- دعم جمعية الإغاثة السعودية في جدة:
كان للملكة العربية السعودية - الموطن الأول للمحسن ناصر عبدالمحسن السعيد - رحمه الله، مكانة كبيرة في قلبه، ولذا فقد حرص يرحمه الله على دعم كل جهة خيرية تسعى إلى التخفيف عن كاهل المسلمين الفقراء هناك، مبتغياً الثواب من الله تعالى. وقد تبرع يرحمه الله بمبلغ 100000 ريال سعودي (مائة ألف ريال سعودي ) في 3 مارس عام 1994م، لمساعدة ودعم جمعية الإغاثة السعودية بجدة، التي دأبت علي متابعة أحوال المسلمين المعوزين والمنكوبين، وتقديم المساعدات المادية والعينية لهم.
- لجنة السور الرابع:
شهدت الكويت خلال تاريخها الأسوار الثلاثة القديمة، لحماية الكويت من أخطار ومطامع خارجية كانت تتهددها خلال القرون الثلاثة الماضية. وفي عام 1995م قامت لجنة السور الرابع بحملة جمع تبرعات ضخمة جمعت خلالها عشرات الملايين من المواطنين الكويتيين من أجل بناء «السور الرابع» على حدودها مع العراق. وطوله 200 كيلومتر، إضافة لعشرات الكيلومترات من الخنادق المصاحبة له، وتم تزويده بأحدث وسائل كشف عمليات التسلل، وتمت كهربته، وتولت شركة من جنوب إفريقيا تنفيذه وصيانته. وكان للمحسن ناصر عبدالمحسن السعيد شرف المشاركة في هذا العمل الوطني، فتبرع يرحمه الله بمبلغ 10000 د.ك (عشرة آلاف دينار كويتي)، في 9 مارس عام 1993م.
- جمعية صندوق التكافل لرعاية السجناء ومن في حكمهم:
تأسس صندوق التكافل لرعاية السجناء عام 2000م، ثم أصبح من جمعيات النفع العام الخيرية الأهلية اعتباراً من 1/9/2005م. وهي تقدم المساعدات المالية لبعض السجناء والسجينات وأسرهم لإعانتهم على الحياة الكريمة لحين الإفراج عن معيلهم، وحتى بعد خروجهم من السجن. ولذلك لم يتردد المحسن ناصر السعيد يرحمه الله في تقديم العون والدعم السخي لهذه الجمعية، للمساهمة في تحقيق أهدافها.
- تبرعه لصالح البوسنة والهرسك:
البوسنة والهرسك إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. تعرض شعبها لأحداث مأساوية إبان العدوان الصربي عليه. وقد تبرع المحسن ناصر السعيد يرحمه الله لدعمهم بمبلغ 10000 د.ك (عشرة آلاف دينار كويتي)، في 17/10/1992م.
ثالث عشر: الوقف الخيري:
لقد أعلى الإسلام من شأن العمل الخيري واستمراره، وقد أتى ذكر الوصية في القرآن الكريم في مواضع عدة، منها قول تعالى: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ..﴾ سورة المائدة.وما كان للمرحوم ناصر السعيد أن يغفل عن هذا الباب العظيم من أبواب الخير، فأوصى يرحمه الله بثلث ماله لينفق في أوجه الخيرات والمبرات وما ينفعه بعد موته، فتكون صدقة جارية يرجو برها وذخرها عند ربه.
استعداده وذريته لبناء صالة أفراح:
عزم المحسن ناصر السعيد يرحمه الله على بناء صالة أفراح في منطقته الشامية في حديقة وهران، لأنها حديقة واسعة وأمامها مواقف سيارات كافية وقريبة من حي سكنه. ولما كانت نية المرء خيراً من عمله، لأن العمل قد يخالطه الرياء، أما النية فإن كانت خالصة، فأجرها كامل إن شاء الله تعالى، فإنا نرجو الله أن يثيب المحسن ناصر السعيد يرحمه الله على نيته هذه، وكذلك أبناؤه البررة الذين يعملون على تحويل تلك النية والعزم إلى فعل، فمازالوا ينتظرون موافقة بلدية الكويت والهيئة العامة للزراعة - مشكورين - على تخصيص قطعة أرض من هذه الحديقة لإنفاذ وصية أبيهم ورغبته.
وفاته:
أصيب يرحمه الله بالضغط الحاد المخادع، وكان أثناء تلقيه العلاج الطبيعي يذكر الله كثيراً أثناء مشيه، الذي كان أحد أنواع العلاج الطبيعي، فكان يقسم مشيه على عشر أشواط، الثلاثة الأولى (استغفار) والوسطى (تسبيح)، والأربعة الأخيرة ( تحميد وتكبير)، وكان يذكر المعالج (المدلك) بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» متفق عليه. وقد توفي يرحمه الله في 15 رمضان من عام 1427هـ، أي منتصف شهر رمضان المبارك، الموافق الأول من أكتوبر عام 2006م، تاركاً مسيرة حسنة وقدوة طيبة لأبنائه وأحفاده ومحبيه من بعده.
الكلمات الدالة:
محسنون من الكويت - عمارة المساجد - الأعمال الخيرية والإنسانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج8، 2008.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%208.pdf