مبادرة عائلة الشايع بتخصيص "بيت المعاريس" مساعدة للمقبلين على الزواج

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
كتاب أصداء الذاكرة - عبد العزيز محمد الشايع
كتاب أصداء الذاكرة - عبد العزيز محمد الشايع

مبادرة عائلة الشايع بتخصيص "بيت المعاريس" مساعدة للمقبلين على الزواج

يعد بيت المعاريس أحد أهم النماذج الطيبة والفريدة في كويت الماضي للدلالة على مدى استشعار أهل الكويت الكرام للمسئولية الاجتماعية، وهنا يمثل أمامنا الدور الاجتماعي المبتكر الذي قامت به عائلة الشايع الكريمة في المجتمع الكويتي وذلك بتخصيص "بيت للمعاريس".

وجاءت هذه المبادرة المباركة والفكرة الإيجابية من عائلة الشايع حينما قررت العائلة تحويل البيت الذي كانت تملكة السيدة الفاضلة والدة العم عبد العزيز محمد الشايع عام ١٩٥٠م إلى بيت للمعاريس، وتقضي المبادرة بأن يصبح هذا البيت بيتاً لزواج واستقبال المعاريس الجدد، وكان هذا البيت يحتوي على غرفتي نوم، وغرفة جلوس، ومطبخ،وحمّامين، ففي ذلك الوقت لم تكن ثمة قاعات وصالات للأفراح، ولا توجد فنادق متخصصة تهتم بإقامة حفلات الأعراس وما تتطلبه من خدمات وغيرها، فاستشعرت عائلة الشايع الكريمة تلك الحاجة الملحة، وخصوصاً من قبل المحتاجين الذين لم يكونوا يمتلكون بيوتاً واسعة يستطيعون استقبال المهنئين فيها، فخصصت العائلة ذلك البيت بعد إعداده بكل المتطلبات اللازمة، وفرشه بالسجاد الإيراني، كما وفرت العائلة بعض المصوغات الذهبية لاستخدام العروس ليلة عرسها، على سبيل الإعارة، بالإضافة إلى عدة كاملة للطبخ وغيرها من الاحتياجات التي تكفل المتزوجين حديثاً لمدة أسبوع أو أكثر أحياناً حسب حاجة المستعملين من المعاريس الجدد، أي أن المعاريس صاروا يقيمون في هذا البيت بدلا من إقامتهم في بيت أهل الزوجة كما كان معمولا به في السابق، وقد استفاد من هذه المبادرة الكثيرون ممن لم تسمح ظروفهم بالإقامة في بيت أهل العروس أو ممن ليس لديهم الإمكانية لإقامة الأعراس وإتمام الزواج في منزل مستقل، واستمر"بيت الزواج" أو ما أطلق عليه "بيت المعاريس" يستقبل المعاريس لمدة طويلة، إلى أن ارتفع مستوى الدخل والمعيشة في البلاد ولم يعد أحد بحاجة إلى هذا البيت. فتم تحويله إلى ديوانية لعائلة الشايع ، حيث تقع على شارع الهلالي بعد استملاك ديوانها الأول، وبعدها بفترة قصيرة استملكته الدولة أيضا".

وهكذا قدّمت عائلة الشايع مبادرة رائعة ولوناً جديداً من العمل الاجتماعي المميز، فسعت إلى تخصيص بيت بالكامل للمعاريس؛ لتكون بذلك عوناً وسنداً لكل من يحتاج ذلك البيت لإتمام زواجه والانتفاع به، وهكذا كان حال العائلات الميسورة ولا سيما عائلات المحسنين في كويت الماضي، لا تدخر جهدا في سبيل نفع باقي أفراد المجتمع، وكانت تحرص على إيصال ذلك النفع إلى الجميع وبخاصة الأسر غير القادرة؛ لتسد الفجوة وتكمل النقص لديها، وتعينها على التغلب على مستلزمات ذلك العصر الذي قلَّت فيه الموارد، وقصرت فيه ذات اليد عن الوفاء بجميع المتطلبات، فكانت نموذجا طيباً يحتذى به في المبادرة لفعل الخير.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرجع :

عبد العزيز محمد الشايع، "كتاب أصداء الذاكرة" ، ط١ - الكويت، ذات السلاسل لطباعة والنشر والتوزيع ٢٠١٢م. ص٥٣-٥٢ .