جابر الأحمد الجابر الصباح (حاكم الكويت الثالث عشر)

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح (أمير الكويت)
جابر الأحمد الجابر الصباح

هو:

جابر الأحمد الجابر الصباح، المولود عام ١٣٤٤هـ الموافق لعام ١٩٢٦م في دولة الكويت، وهو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر الصباح من الشيخة بيبي السالم الصباح، ابنة حاكم الكويت التاسع، الشيخ سالم المبارك الصباح. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة المباركية والتي كانت تركز آنذاك بالدرجة الأولى على التربية الإسلامية والشؤون التجارية بحكم طبيعة المجتمع، ثم انتقل منها إلى المدرسة الأحمدية التي تأسست في بداية عهد والده، الذي كان له دور كبير في تنشئته، حيث كان مهتماً بالثقافة والتعليم، وكانت تلك الفترة هي بدايات النهضة العلمية والثقافية في دولة الكويت، إلا أن التعليم لم يكن قد اكتملت مراحله المتقدمة لذا فقد أتاح له والده الفرصة لأن يتتلمذ على يد خيرة المتخصصين في علوم الدنيا والدين لاستكمال تعليمه، كما أتاح له الفرصة لزيارة العديد من بلدان العالم المتقدمة لاكتساب الخبرات المتنوعة، والأخذ بأسباب العلم الحديثة.

بدأ حياته العملية مبكراً، حيث عين رئيساً للأمن العام في محافظة الأحمدي عام ١٩٤٩م وهو لا يزال في بداية العشرينات من عمره، ثم رئيساً لدائرة المالية ) في عام ١٩٥٩م، ثم أول وزير للمالية والاقتصاد في الكويت في عام ١٩٦٢م، وذلك في أول حكومة شكلت بعد الاستقلال، وفي عام ١٩٦٦م صدر مرسوم أميري بتعيينه ولياً للعهد، ثم ولياً للعهد ورئيساً المجلس الوزراء عام ١٩٦٧م، وفي نهاية عام ۱۹۷۷ أصبح الأمير الثالث عشر لدولة الكويت من أسرة آل صباح، وذلك بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح.

تنوعت إنجازاته الملموسة في مختلف الجوانب خلال مسيرة دولة الكويت الحديثة سواء قبل توليه الحكم أو بعد ذلك، ومن هذه الإنجازات ما يختص بالجانب الاقتصادي حيث قام بالعديد من الإنجازات الاقتصادية التي استحق عليها لقب مهندس الاقتصاد الكويتي، ومنها :

إنشاء ميناء الشويخ، وهو أقدم ميناء تجاري في الكويت، حيث بدأ تشغيله عام ١٩٦٠م، وكذلك تأسيس شركة البترول الوطنية نحو عام ١٩٦٠م، كما كان صاحب فكرة إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عام ١٩٦١م، وكان له الفضل في إنشاء بنك الائتمان، وذلك لتيسير الائتمان العقاري والزراعي والصناعي في البلاد للمساعدة على النهوض في هذه القطاعات الأساسية. وفي إطار حرصه على خصوصية وكيان الدولة، قام بإصدار عملة كويتية خاصة بدلاً من العملة الهندية المتداولة أنذاك، مع اهتمامه بإنشاء مجلس النقد الكويتي، ليشرف على إصدار النقد والمسكوكات الكويتية. ومن الجدير بالذكر أنه رفض أن توضع صورته على أوراق النقد المتداول أو على طوابع البريد ، وفي خطوة جريئة لاستعادة ثروات الكويت النفطية أثناء رئاسته لمجلس الوزراء، قام بإلغاء الامتيازات النفطية للشركات الأجنبية، حيث كان مقدراً أن تبقى تلك الامتيازات حتى عام ٢٠٢٥م. كذلك قام بإنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في عام ١٩٧٦م، والهيئة العامة للاستثمار في عام ۱۹۸۲م، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية في عام ١٩٨٣م.

ومن إنجازاته الواضحة في مجال العمل الاجتماعي:

إنشاء بنك التسليف والادخار عام ١٩٦٥م، ولقد رعى بنفسه مشروع القسائم السكنية للمواطنين وشدد على الانتهاء منها التوزيعها بحدود عام ١٩٧٥م، كما قام بإنشاء المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عام ١٩٧٦م، وقد أصدر مرسوماً أميرياً في نفس العام يختص بإنشاء صندوق الأجيال القادمة. ليكفل لهذه الأجيال حياة كريمة، ولقد أثبتت الأيام سعة أفقه ونفاذ بصيرته، وذلك عندما استطاع بفضل هذا الصندوق أن يكفل لكافة الكويتيين حياة كريمة أثناء أزمة الاحتلال العراقي للكويت. كذلك فإن من إنجازاته في ذلك المجال أيضاً إثراء الحركة التعاونية لدفع حركة العمل والنشاط في المجتمع لينعم جميع أبنائه بالأمن والاستقرار، كما قام بإنشاء الهيئة العامة لشؤون القصر في عام ۱۹۸۳م، كما قام عام ١٩٨٤م بافتتاح المدينة الترفيهية ثم منتزه الخيران عام ۱۹۸۷م، ثم الواجهة البحرية ( الجزيرة الخضراء) عام ۱۹۸۸م، وكذلك إنشاء مكتب الإنماء الاجتماعي عام ۱۹۹۲م، وذلك لدراسة الآثار النفسية الناجمة عن الغزو العراقي للكويت.

وفيما يتعلق بالجوانب العلمية والثقافية:

كانت له بصمات واضحة من خلال العديد من الأعمال والإنجازات ومنها :

  • قيامه بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام ۱۹۷۳م.
  • وإنشاء مرصد فلكي كويتي في عام ۱۹۸۰م، والذي سُمي (مرصد العجيري الفلكي).
  • وفي عام ١٩٨١م أصدر مرسوماً بقانون بشأن إلزامية التعليم ومحو الأمية.
  • كما قام عام ١٩٨٦م بافتتاح القبة السماوية بمتحف الكويت الوطني.
  • وأصدر مرسوماً أميرياً بإنشاء مركز الدراسات والبحوث الكويتية عام ۱۹۹۱م.
  • كما قام بافتتاح برج التحرير عام ١٩٩٦م لدعم عمليات الاتصال الحديثة.
  • كما قام بافتتاح المركز العلمي في عام ١٩٩٩م.

أما ما يتعلق بالمجال السياسي:

فله العديد من المواقف والإنجازات التي لا يتسع لها المقام ولكن يمكن ذكر بعض منها على سبيل المثال: فلقد دعا حركة عدم الانحياز في مؤتمرها السابع عام ۱۹۸۳م إلى تكثيف الجهود لإنهاء النزاع المسلح بين العراق وإيران، وإنهاء التوسع الإسرائيلي فوق الأراضي العربية، وضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة. كذلك استطاع بفضل علاقاته الدولية المتميزة التي اعتمدت دائماً منهج الوسطية للسياسة الخارجية، أن يحشد القوى العالمية والدولية تجاه قضية الغزو العراقي لدولة الكويت عام ۱۹۹۰م، وبفضل حكمته استطاع أن يستعيد لدولة الكويت حريتها في وقت قياسي، ويرجع له الفضل أيضاً في إعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية عندما أصدر عام ١٩٩٩م مرسوماً أميرياً بهذا الشأن. ولقد تخطت أفكاره وأعماله الحدود المحلية، فكان صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي الذي أنشأ عام ۱۹۸۱م، وكان الزعيم العربي الوحيد الذي حضر قمة الأرض عام ۱۹۹۲ في ريو دي جانيرو . وقد أبدى فيها استعداد الكويت للإسهام في إيجاد كوكب نظيف وصحي يؤمن مستقبل الأجيال القادمة، وكان كذلك صاحب مقترح إنشاء المجلس الاستشاري الشعبي في الدورة ١٧ للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في مدينة الدوحة عام ١٩٩٦م، ليكون رديفاً لمجلس التعاون الخليجي إيماناً منه بأهمية الدور الشعبي في هذا المجال.

ولم تكن الجوانب الإنسانية والخيرية والإسلامية بعيدة عن فكره، بل كانت دائماً شغله الشاغل، ومن بين ذلك دعوته عام ۱۹۸۰م إلى الإسراع في إنشاء محكمة عدل إسلامية في خطوة للمحافظة على الخصوصية الإسلامية، كما قام بإصدار مرسوم أميري بإنشاء بيت الزكاة الكويتي، وجمعية إحياء التراث الإسلامي في عام ۱۹۸۲م، وكذلك إنشاء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في عام ۱۹۸٤م، والتي تختص بخدمة التراث الطبي الإسلامي، وفي عام ١٩٨٦م قام بإنشاء الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وافتتاح مسجد الدولة الكبير» وفي عام ۱۹۸۷ قام بإنشاء مركز الطب الاسلامي، كذلك لا ينسى العالم خطابه التاريخي بليون مسلم في العالم أمام الدورة الثالثة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام ۱۹۸۸م، والذي ألقاه بصفته رئيساً لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وقدم فيه مشروعاً لتخفيف معاناة الدول النامية المثقلة بالديون وأصدر في عام ۱۹۹۱م مرسوماً أميرياً بتأسيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية»، وفي نفس العام ثم إنشاء مكتب الشهيد .. ثم اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين في عام ١٩٩٢م، حيث كانت قضية الأسرى الكويتيين في السجون العراقية هي القضية الحاضرة دائماً في فكره. كما قام بإنشاء جمعية العون المباشر التي تختص بإعانة الدول الفقيرة وذلك عام ١٩٩٩م.

ونظراً لأعماله الجليلة، سواء داخل الكويت أو خارجها ، فقد نال العديد من التكريمات والأوسمة من جهات عديدة ومختلفة، ومنها :

حصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة اليابان عام ١٩٦٥م. وفي استفتاء أجراه المركز العربي للإعلام وبحوث الرأي العام في عام ۱۹۸۹م، بمشاركة ١٠ آلاف مواطن عربي، فاز بوسام جدارة الرأي العام العربي كما استحق أيضاً وسام الرأي العام من الطبقة الأولى، وذلك في استفتاء عالمي شمل 10 من زعماء العالم، وذلك عام ۱۹۹۰م، ولقد كرمته جمعية علم الحيوان البريطانية في عام ۱۹۹۳م، بتقليده أعلى أوسمتها، وهي الميدالية الذهبية، تقديراً منها المساهماته الخيرية، وفي أضخم استطلاع رأي في الشرق الأوسط وبمشاركة ٥ ملايين مواطن عربي في عام ١٩٩٥م تم اختياره شخصية العام الخيرية، تقديراً لما قدمه من دعم للكثير من المنظمات العالمية التي ترعى الفقراء والمحتاجين، كذلك فقد أطلق اسمه على العديد من المعالم والأماكن سواء داخل الكويت أو خارجها، ومنها : مستشفى جابر الأحمد - حلبة جابر الأحمد الدولية - مكتبة جابر الأحمد المركزية في جامعة الكويت - مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة - استاد جابر الأحمد الدولي - مدينة جابر الأحمد - مجمع جابر الأحمد الثقافي - جسر جابر الأحمد بين مدينة الكويت والصبية - ثانوية جابر الأحمد الجابر الصباح في منطقة الجابرية - جامعة جابر الأحمد، ومن الأماكن التي سميت باسمه خارج دولة الكويت قاعة الشيخ جابر الأحمد الصباح في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (مدينة العرفان بحي الرياض في المملكة العربية السعودية - شارع جابر الصباح في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، بالقرب من استاد الملك فهد الدولي - شارع جابر الأحمد في جزيرة سترة بمملكة البحرين - قاعة جابر الأحمد في كلية الطب بجامعة صنعاء في اليمن.

ولقد تعرض سموه جراء مواقفه الجليلة ووقوفه في وجه الظلم إلى محاولة اغتيال فاشلة في عام ١٩٨٥، إلا أنها لم تشنه عن مساره، ولم تقوض عزيمته، حتى استحق عن جدارة لقب أمير القلوب»، ولقد تجسد ذلك الحب أيضاً بعد وفاته، وذلك عندما قام ٥٠ متطوع بكتابة أطول رسالة رثاء، طولها 3 آلاف متر، وقد سجلتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها أطول رسالة رثاء في العالم.

إسهاماته في مجال الوقف والعمل الخيري:

كان الشيخ جابر - رحمه الله - دائم الحرص على أن تكون أعماله الخيرية ومساهماته الإنسانية طي الكتمان، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، لكن هذه المساهمات والأعمال فرضت نفسها وكشفت عن نبل مقصدها . ولقد تنوعت تلك المساهمات والأعمال داخل وخارج الكويت، ومنها :

رعايته المسابقة الكويت الكبرى لحفظ وتجويد القرآن الكريم بإشراف الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت، وتبرعه بمبلغ ١٠ ملايين دولار لإغاثة منكوبي إعصار الولايات المتحدة في عام ۱۹۹۲م، وفي نفس العام تبرع بمبلغ نصف مليون دولار لدار الهلال في مصر، بالإضافة إلى مساهمته في إنشاء أكبر دار للأيتام في البوسنة والهرسك، ولا ينسى له إسقاط الديون عن أهل الكويت، عرفاناً منه بما أصابهم جراء الغزو العراقي لدولة الكويت. وفي عام ۱۹۹۳م تبرع بمبلغ 3 ملايين دولار للهيئات الخيرية الإسلامية لمساعدة مسلمي البوسنة والهرسك، مع تبرعه لنادي المعاقين في الكويت بمبلغ نصف مليون دينار كويتي. وفي إطار تشجيعه لبناء المراكز الإسلامية المتكاملة تبرع بمبلغ ٢ مليون دولار لبناء مدرسة في المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك، وفي عام ١٩٩٤م قام بالتبرع بمبلغ مليون جنيه مصري، مساهمة منه في إنشاء ترعة الشيخ جابر لتغذية سيناء بمياه النيل في مصر. وفي عام ١٩٩٥م قام بالتبرع بمبلغ 6 ملايين دولار لمساعدة ضحايا زلزال اليابان، وقد تبرع في نفس العام بمبلغ مليون جنيه استرليني لبناء مستشفى للاجئين العراقيين في إيران، وذلك في إطار مشروع الصندوق الخيري للاجئين في لندن، وفي عام ١٩٩٦م تبرع بمبلغ مليون دولار الشعب كوسوفو، جراء تعرضه للتشريد على أيدي القوات الصربية، وفي عام ١٩٩٩م تبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وفي نفس العام قام أيضاً بالتبرع بمبلغ ٢٠ ألف دينار لدعم مكتب المخترعين في النادي العلمي الكويتي، كما قام بتقديم مساعدة مالية قدرها ١٥ مليون دولار للجمهورية اللبنانية، لإصلاح ما دمرته الغارات الإسرائيلية في عام ٢٠٠٠م.

أما اسهاماته الوقفية فقد تمثلت في: -

  • تأسيس الأمانة العامة للأوقاف في عام ۱۹۹۳م، ليسطر بهذا التاريخ بداية جديدة للنشاط الوقفي في الكويت، حيث أصبح له إدارة حكومية مستقلة.
  • المشاركة في بناء مسجد الإمام البخاري في سمرقند، وذلك نحو عام ١٩٩٨ م.
  • وقف بعض أمواله المشاريع ولائم الإفطار في العديد من الدول، وغيرها من المشاريع التي أكدت على كرم أخلاقه ونيل مشاعره.
  • قيام مجلس الوصاية على الثلث الخيري الخاص به بالاتفاق مع الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت على بناء مجمع تجاري متكامل على قطعة أرض بمساحة ٥٠٠٠ متر مربع في منطقة «شرق» باسم وقف المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. وبنظارة الأمانة العامة للأوقاف، على أن يخصص صافي ربعه على مصرف عموم الخيرات، كما هو وارد في وصية الشيخ جابر.

الوفاة:

توفي الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح عام ١٤٣٦هـ الموافق لعام ٢٠٠٦م في دولة الكويت.


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

معجم تراجم أعلام الوقف، ج1. الأمانة العامة للأوقاف، 2014.

الموقع الإلكتروني:

https://library.awqaf.org.kw/AR/Apps/eBooks/8/معجم%20تراجم%20أعلام%20الوقف_ج1.pdf