أم صهيب زوجة دكتور عبد الرحمن السميط

من ويكي خير

بدايات العمل الخيري:

عندما بدأ الدكتور عبد الرحمن السميط عمله الدعوي والإنساني الخيري في دولة الكويت في أواخر السبعينيات من القرن الماضي لاقى تحديات وصعوبات جمة.

طرق أبواب الأغنياء ثلاثة أشهر متواصلة في ذاك البلد الغني الكويت، ورغم ذلك لم يتمكن من جمع أكثر من ألف دولار.

فراح يطرق أبواب الطبقة الوسطى، وخصوصًا النساء، فوجد فيهن بغيته، وكن بالنسبة له الكنز المفقود، وكأنهن يطبقن التوجيه النبوي الصادر لهن بقوله [: "تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ"( أخرجه مسلم).

ولما انطلق إلى إفريقيا بما جمعه من أموال الطبقة الوسطى وخصوصًا النساء، رافقته زوجته أم صهيب المتخرجة في كلية التجارة تخصص محاسبة من التعليم التطبيقي في الكويت؛ فتركا حياة الراحة والدعة والرفاهية وأقاما في مجاهل إفريقيا في بيت متواضع في قرية مناكارا بجوار قبائل الأنتيمور بمدغشقر يمارسان معًا الدعوة للإسلام بنفسيهما، يعيشان بين الناس في القرى والغابات، ويقدمان لهم الخدمات الطبية والاجتماعية والتعليمية.

لقد وافق شنٌّ طبقه؛ إذ تطابقت أهداف وطموحات ورؤى الزوجين؛ حتى إن زوجه أم صهيب تبرعت بجميع إرثها لصالح العمل الخيري، وأسست الكثير من الأعمال التعليمية والتنموية وتديرها بنفسها، وهي بدعمها ومؤازرتها أحد أسرار نجاح السميط.

ولقد تعرضت للأذى المعنوي مع زوجها وأبنائهما؛ ففي مرة من المرات دخلت بصحبة زوجها إلى قبيلة من القبائل فتعجب الناس من ارتدائها للحجاب وكادوا أن يفتكوا بها لولا أنها انطلقت تجري إلى السيارة.

وقد حاول الدكتور عبد الرحمن زرع حب الخير والعمل الإنساني في أهله أجمعين حتى إن ابنته عندما تزوجت اشترطت على زوجها أن يذهبا مرافقين لوالدها في رحلة عمل خيري في أدغال إفريقيا.

وقد اصطحب حفيدته ذات 13 عامًا إلى إفريقيا تدعو معه إلى الله؛ لتفوقها في دراستها، فكانت الهدية مصاحبتها له هناك.

وقد آمنت زوجته به وبالرسالة التي اعتقدها فإذا رأته غير المسار ولو قليلاً ردته إلى ما آمنا به؛ فمما يحكى أنه تاجر في السوق وكان يربح ربحًا كبيرًا؛ فقالت له زوجته: لا تتاجر! أنت لم تخلق من أجل جمع المال، خلقت لتعمل في إفريقيا، سأحضر حقيبتك ونذهب غدًا إلى إفريقيا.

فأجابها بأنه يجمع المال من أجل أولاده، فأخبرته بأن لأولاده ربًّا يرعاهم.

فألغى كل مواعيده الباقية واتجه إلى إفريقيا.

وقامت هي بأعباء البيت خير قيام ليتفرغ زوجها للدعوة وللعمل الإنساني والخيري؛ فمثلاً لما كان أبناؤه وهم صغار يمرضون لم تكن تخبره حتى توجه طاقته كلها للدعوة ولا تثقل كاهله.

وفي مراحل حياته وتنقلاته كان السميط مسؤولاً عن الرجال، وهي مسؤوله عن النساء، فكانوا يشكلون فريقًا متكاملاً بقي أثره في كل مكان زاروه معًا.

وعن بعض أعمالها بإفريقيا تقول:

نقوم عادة بزيارة دور الأيتام ومراكز تدريب المؤمنات ومخيمات اللاجئين والمجاعة وغيرها من المراكز الإسلامية التي تقيمها اللجنة هناك، ونتعلم منهم الزهد والرضى والبساطة بقدر ما نعلمهم مبادئ الإسلام، وقد ألقيت عشرات المحاضرات على النساء في إفريقيا وعقدت عدة دورات لهن، وساهمت في التوعية بالمصاعب التي تواجه المرأة في إفريقيا، وجمعت لها تبرعات.

ومما يُذكر أن من أسباب تحقق حلم في الذهاب إلى إفريقيا أن السيدة زوجة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت السابق طلبت من السميط أن يبني لها مسجدًا خارج الكويت وفي بلد محتاج؛ فبنى لها مسجدًا في جمهورية ملاوي في إفريقيا، وهناك رأى المنصرين وما يفعلون، وقد استمر هو وزوجته في جمهورية ملاوي فترة ثم رحلا إلى أربعين دولة في إفريقيا.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

مجلة التميز الإنساني، عدد 3.