محمد بن فلاح الفلاح

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
محسنون من بلدي
محسنون من بلدي

المولد والنشأة :

هو محمد بن فلاح مفلح آل هبدان المولود عام ۱۲۷۱هـ الموافق لعام ١٨٥٤م - على وجه التقريب -بمنطقة القبلة في دولة الكويت.

ينتمي إلى أسرة قد مارست العمل في البر والبحر وتكونت لديها خبرة وأصبحت لها تجارب فيهما، وأيضا اشتهرت بالجود والكرم ومكارم الأخلاق، هي أسرة الفلاح التي تعود أصولها إلى قبيلة شمر والتي كانت مستقرة في مدينة حائل ثم انتقلت إلى الزلفي في نجد، ومنها قدمت إلى الكويت.

وقد جاءت في هذه العائلة التي تربى فيها المحسن محمد فلاح الفلاح عدة شهادات مسجلة عن تاريخها القديم سواء من أبنائها الذين عاشروا الأجداد أو ممن حولهم من الجيران والناس عموما، نوجز منها ما يلي:

  • كان لدى العائلة حملة حج تجارية على الإبل "البعارين" ويخصص أفرادها في كل عام أسهماً هي عبارة عن إبل مجانية يحملون بها الفقراء معهم إلى الحج من دون عوض أو أجر متحملين بذلك نفقاتهم من الذهاب إلى القدوم.
  • كانت كل أمور إدارة العائلة بيد محمد الفلاح لكونه أكبر العائلة، وكان الآخرون من أفراد العائلة يضعون بيده ما يحصلون عليه من مدخول سواء من التجارة أو الغوص أو حملة الحج أو بيع الماء الى أن توفي فانتقلت القيادة إلى أخيه أحمد ومن بعده إلى أخيه حمد.
  • كانوا ينفقون مما تفضل الله به عليهم من نعمة فلا يتأخرون بها لأهل الحاجة سواء من القريبين أو البعيدين من الناس.
  • كان لهم ديوان على مستوى الكويت آنذاك مفتوحاً على مدار الساعة ليلاً ونهاراً وتقدم به الوجبات الثلاث بل إن من الناس من اتخذه مبيتا له سواء بالليل أو الظهيرة ولذلك سمى هذا الديوان باسم ( سداحة ) ولا يشاركهم بمثل هذا الأمر إلا عائلة الرومي بمنطقة الشرق على ساحل البحر.
  • كانت خدماتهم تقدم لأهل الفريج والحي دون مقابل على مدار الساعة خاصة الماء الذي كان يأخذ من البركة التي بالديوان وكذلك الحطب والعرفج وغيره من الأشياء والأدوات مثل الدلو ، و"الملمص" ولم يكونوا يردون سائلاً في طلبه أياً كان.
  • كان الماء الذي يأتون به من شط العرب بسفينتهم، فيه نصيب مفروض للفقراء والمهاجرين وابن السبيل، وبعد ما ينتهي أصحاب السبيل والحاجة من الفقراء يعرض الباقي للبيع على الناس.
  • كانت لهم رحلات إلى البر منطقة "الصبية" بقيادة حمد الفلاح بعد رجوعه من الغوص وهناك يأتي بالغنم لهم من الجهراء راعى الغنم "ضبيب" وينصبون الخيام العسكرية ذات الطابقين وبيت الشعر وكان حمد الفلاح يستضيف أهل الفريج من الرجال والنساء في مخيمه بالصبية ويقوم على ضيافتهم طوال فترة بقاء المخيم التي غالباً ما تمتد إلى شهرين.

صفاته وأخلاقه:

كان المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - يتمتع بالكثير من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة، فكانت هذه الصفات وتلك الأخلاق الفاضلة وجها من وجوه إحسان هذا الرجل، لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".

ومن صفات المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - أنه كان قوي العزيمة عالي الهمة، فكان هو المسؤول عن اليوم (السفينة) الذي تملكه عائلته، وعن مصاريف البيت، وكان يجيد الحساب، مما ساعده على أن يؤدي هذه المهمة على أكمل وجه رغم فقدانه نعمة البصر، إذ كان - رحمه الله - يمتاز بالقطنة والفراسة والذكاء وسرعة البديهة، كما أنه كان هادئاً بسيطاً متواضعاً في الوقت نفسه.

كما اتصف محمد الفلاح - رحمه الله - بالسخاء والجود والتواضع الجم وخدمة الناس ومساعدتهم. وقد اشتهر في زمانه بأنه كان سمحا كريما لا يرد سائلا سأله حاجة أبدا.

أوجه الإحسان في حياته:

كان المحسن محمد الفلاح من أهل الخير والبر، الذين وفقهم الله تعالى إلى أن يبذروا من بذور الخير ما فيه نفع كبير لعباد الله المسلمين، لذا فقد تعددت أوجه الإحسان في حياة هذا الرجل على وجه قلما وجد له نظير،إذ لم يقتصر إحسانه على بذل المال والإنفاق في سبيل الله تعالى فقط بل حرص على أن يشارك بنفسه في العمل وتوزيع هذه الخيرات على مستحقيها، وليس مهما عنده بعد ذلك أن يجني هو الثمار أو يجنيها غيره، إنما الأهم عنده هو أن يعمل يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). سورة الحج، 77.

ومن أبرز صور الإحسان للآخرين في حياته انه أمر باقتطاع جزء من بيت العائلة الكبير ثم بنائه وإهدائه إليهم لضيق ذات اليد عندهم حسبما أفاد زيد حمد الفلاح.

كرمه و سخاؤه:

وهما صفتان عظيمتان، وقد وصف الله تعالى بهما ثلة من الأنبياء والمرسلين منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: "هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين (٢٤) إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون (٢٥) فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين (٢٦)". سورة الذاريات.

وكذلك كان المعلم القدوة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أسمى الناس وأجودهم، فكان لا يرد سائلاً قط، وكان صلى الله عليه وسلم يسعى في مساعدة من يسأله حتى يقضي له حاجته، وقد حاول المحسن محمد الفلاح التشبه - قدر استطاعته - بهذه القدوة الحسنة، والسير على هدى تلك النجوم النيرة.

فكان ديوانه مفتوحاً طوال الليل والنهار حيث يبدأ النشاط فيه من أذان الفجر إلى آخر الليل، وكانوا يسمونه"سدَّاحة" أي ديوانا يستلقي (ينسدح باللهجة الكويتية) فيه الضيوف من شيب وشباب وضيوف وخدم، كما كان هذا الديوان يبدو وكأنه "معمل أو ورشة عمل لخدمة أهل الفريج، حيث كان يقوم بخدمة ضيوفه، فيشعل لهم النار، ويجهز لهم القهوة ويحضر الماء لهم بنفسه، بالرغم من كونه كفيفاً، كما كان من يريد أن يخيط شراعاً، أو يحضر شيئا يحتاج فيه إلى عمل جماعي يحضره إلى الديوان فيشارك جميع من في الديوان وعلى رأسهم محمد الفلاح بإتمام هذا العمل تشجيعا منه للآخرين على الكسب الحلال وعلى تقوية الصلة بين أبناء الفريج الواحد.

كما كان يستقبل في هذا الديوان العامر أهل نجد الذين كانوا يفدون إلى الكويت أنذاك للتجارة أو غيرها. فيطعمون ويبيتون فيه كيفما شاءوا، إلى أن يقضوا حوائجهم في الكويت ويعودوا بسلام إلى ديارهم. داعين له بالثواب الجزيل من الله تعالى على ما قدم وأنفق في سبيل خدمتهم، حيث لم يكن في الكويت ثمة فنادق أو دور ضيافة ولو بالأجرة آنذاك.

ولهذا العمل ثواب كبير وأجر عظيم من الله تعالى: فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمة الله يوم القيامة من ثمار الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مؤمنا على ظمأ سفاة الله يوم القيامة من الرحيق المعلوم وأيما مؤمن كسا مؤمِنًا على عري كسَاهُ اللهُ مِنْ لخضر الجلة" رواه الترمذي.

سقي الماء :

كان التجار يبيعون الماء الذي يحضرونه من شط العرب إلى الكويت، وكان منهم المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - الذي كان يملك بومين للماء في كل واحد منهم تسعة خزانات (توانكي باللهجة الكويتية ) فقام بعمل جليل الخدمة أهل بلده الكويت، حيث خصص اثنين من هذه الخزانات (التوانكي) لصالح العائلات الفقيرة التي لا تستطيع شراء الماء فيأخذون منهما حاجتهم من الماء مجانا. صدقة الله تعالى، عملاً بالحديث المشهور في فضل صدقة سفي الماء وهو: "عن سعد بن عبادة قال قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سقي الماء" أخرجه ابن ماجه في سننه.

ثم لم يقتصر إحسان المرحوم محمد الفلاح - رحمه الله - على سقي الماء وتقديمه لهم مجاناً فحسب، بل كان يسخر دابته "حماره" في نقل ماء السبيل هذا إلى بيوت هؤلاء الفقراء، حتى لا يتحملوا مشقة تدبير الدابة التي تحمله إليهم، ولعل هذه المشاعر العالية بالرحمة بهؤلاء الفقراء والمساكين تأتي تأسيا يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : "جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءا واحدًا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبة". رواه البخاري.

العطف والشفقة على من حوله:

كان المحسن محمد الفلاح رحيماً بمن حوله، رؤوفاً بهم، عطوفاً عليهم، يقربهم ويثنيهم منه ليعرف حاجتهم عن كثب وفي سرية تامة، فيحنو عليهم، ويعطيهم من الخير الذي وهبه الله إياه.

والرحمة واللين في التعامل صفة من صفات الأبرار، وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه الله تعالى بقوله: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" سوره آل عمران، (159).

ولذا فقد كان المحسن محمد الفلاح لا يقتصر حنانه وعطفه على أبنائه وأحفاده فقط بل كان يشمل كل من يلاقيه من صغير أو كبير من الناس، فيمازحهم ويضاحكهم، ويشاركهم لحظات فرحهم وسرورهم فكان الكل ينهل من حنانه، ويسعد في كنف بره وإحسانه، سواء من أهله أو من الخدم.

تحمل نفقات الحج عن بعض الفقراء :

لم يشأ المحسن أن يحرم نفسه من ثواب عظيم، هدفه مساعدة أولئك الذين يرغبون في أداء فريضة الحج وهم لا يستطيعون إلى ذلك سبيلا، فكان - رحمه الله - يتحمل نفقات بعض الحجاج الفقراء كل عام، محتسباً ذلك عند الله تعالى، عاملاً يقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : "من دل على خَيْرٍ فله مثل أجر فاعله" و ايضا كما قال صلى الله عليه وسلم "من جهز غازنا في سبيل الله أو خلفه في أهله فقد غزا" ، كيف لا والحج هو الجهاد الذي لا شوكة فيه كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقياساً على ذلك فإن من جهز حاجاً فكأنما حج مثله، غير أن هذا لا ينقص من أجر الحاج شيئا، والله أعلم، وقد كان المحسن محمد الفلاح أميرا على حملة الفلاح للحج وعلى الحملات التي ترافقهم من بداية موسم الحج إلى نهايته مع كونه كفيفاً، وكان ذلك أيضاً اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال :" إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم" أخرجه أبو داود، أي يجعلوه أميراً عليهم، يقودهم وتوجههم ويجمع كلمتهم، ويوجد صفهم، ويقضي بينهم حتى لا يكون للشيطان عليهم سبيلا.

وقد كان المحسن محمد الفلاح من أعلم هؤلاء الأفراد، وأحفظهم لكتاب الله ولذا كان يتم اختياره دائما. أميرا عليهم ولسنوات عديدة تناهز العشرين عاما، فكان يسير فيهم بأمر الله تعالى، سواء كانوا من منتسبي حملته أو من الحملات الأخرى.

القيام بنظارة الوقف:

الوقف من الأعمال المستحبة في الإسلام، والتي لا يعود نفعها وثوابها على صاحبها في حياته فحسب، بل يمتد أجرها بعد وفاته أيضاً. قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.

ومن أوجه الإحسان في حياة المرحوم محمد الفلاح كذلك - عملاً بهذا الحديث، والتماساً لما بشر به من ثواب - أنه كان يتكفل برعاية بعض الأسر الفقيرة ويقوم بالإنفاق عليها نفقة كاملة، كما تبرع بكفالة بعض الأسر التي توفي عائلها، وكان يساعد بعض الأرامل في الحي الذي يقيم فيه على رعاية أبنائهن والإنفاق عليهم بعد موت أبائهم.

وامتداداً لهذا الحس الكبير بالمسؤولية والقدرة على الرعاية والمتابعة رغم كونه كفيف البصر، فقد عمدت إليه أكثر من امرأة من نساء الحي بالقيام على نظارة الوقف الخيري الذي خصصته لوجه الله تعالى وكان هذا الوقف على الأغلب عبارة عن بيت تسكنه الأسر الفقيرة، أو يؤجر ويصرف ربعه على وجود الخير والإحسان، وكان يقوم بذبح الأضاحي لهن من ريع هذا الوقف في عيد الأضحى من كل عام، وأحيانا في المواسم الدينية المباركة والنوافل، وخصوصا شهر رمضان المبارك.

حبه الإطعام الطعام وإفطار الصائمين:

من الأعمال العظيمة التي دعانا إليها الإسلام في القرآن والسنة إطعام الطعام، إذ قال تعالى عن الأبرار: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا" سورة الإنسان، 8.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" أخرجه ابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح.

لقد كان شديد الحرص على أن يقوم بتوزيع التمر عند الإفطار على بعض الأسر والجيران في الحي الذي يعيش فيه، وكان يشرف على هذا العمل بنفسه، متأسياً في ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أخر الصائم شيئًا" أخرجه الترمذي.

وكان أيضا عند شرائه لإدام البيت يخصص جزءاً منه للفقراء، ويقوم بربطه بخيط تمييزاً له عن بقية الإدام الخاص بالعائلة، فكان يأمر "بخيتة الفلاح" بتوزيعه على الفقراء من الأسر والمحتاجين وذلك قبل أن يقوم بتناول طعامه.

الحث على فعل الخيرات"

لم يكتف المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - بصنع المعروف بنفسه وعمل الخير وحده فحسب، بل كان يحث أهله وجيرانه وكل من يعرفهم على عمل الخير والفوز بنصيب وافر من فضل الله تعالى فكان يدعوهم إلى الصلاة والزكاة وفعل الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عملاً بقول الله تعالى: "كنم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " آل عمران، 110.

ومقتديا بسيدنا إسماعيل عليه السلام الذي قال عنه الله تعالى: "وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا". سورة مريم، 25.

وقد تولى - رحمه الله - مهمة الدعوة إلى الله والوعظ وإرشاد الناس إلى طريق الحق والنور أيضاً من خلال عمله التطوعي الذي أشرنا إليه سابقا وهو إمامة مسجد الصفر لمدة اثنتي عشرة عاما متطوعا لله تعالى، واهباً جهده الله تعالى دون مقابل مادي.

دوره الوطني:

إن المسلم الحق لا يهتم بنفسه الحب، ولا يعيش لنفسه فقط، فمن عاش لنفسه عاش صغيرا ومات صغيراً، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً، لذلك كان يهتم بأحوال إخوانه المؤمنين جميعاً في كل مكان، قال تعالى: "إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" سورة الحجرات، 10.

وقد جاء في الأثر : "ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط"، فعند الكوارث والأزمات تظهر معادن الرجال، وأهل الخير الذين كان منهم المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - ذو المعدن الأصيل، الذي كان فعل الخير متجذراً في وجدانه، فكان يسارع عند الأزمات أو الشدائد والكوارث إلى مساعدة إخوانه المحتاجين والمكروبين في حيهم أو الأحياء المجاورة لهم .

فعندما وقعت الأمطار الغزيرة وتحولت إلى سيول جارفة سنة ١٩٣٤م والتي على أثرها سقطت الكثير من المنازل وسميت تلك السنة باسم الهدامة، قام المحسن محمد الفلاح بتكوين لجنة مع إخوانه من أهل الخير والبر والإحسان، وكانوا يطوفون على الفرجان " الأحياء " المجاورة لهم، ويقدمون المساعدة لمن يحتاجها، عاملين في ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "الْمُسْلِم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". رواه البخاري.

بل كان الديوان بمثابة خلية نحل يتم فيها تبادل المعلومات وتوزيع الدراسات وتنظيم الدوريات في حالة قيام الآخرين بالغزو على الكويت .

وفاته:

وفي عام ١٣٥٤هـ الموافق ١٩٣٤م، توفي المحسن محمد فلاح مفلح الفلاح (رحمه الله) بعدما بذل كل ما أمكنه في أوجه الخير والإحسان ما قدر عليه ووفقه الله له.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج4. بيت الزكاة، 2002.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%204.pdf