محمد بن سليمان آل جراح

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
محسنون من بلدي
محسنون من بلدي

المولد والنشأة:

هو محمد بن سليمان بن عبد الله آل جراح، وآل جراح هم آل فضل من بطون بني "لام" من طئ، وطيئ من قحطان بني النبي هود عليه السلام. كما جاء في المنتخب في ذكر قبائل العرب".

هاجر جده عبد الله من بلدة "حرمه" إلى الكويت في سنة الجفاف والقحط التي هلك فيها الزرع والضرع، وكان له في الكويت آنذاك خال، وكان رجلاً صالحاً اسمه محمد بن حمد السليمان وكان مؤذن مسجد العداسنة الكبير وله في بيته كتاب يعلم فيه القرآن والخط والحساب، وعرف عن خاله أنه كان يرقي المرضى المصابين بالحسد أو السحر أو الصرع برقية شرعية فيشفون بعدها بإذن الله.

وقد ولد فضيلة الشيخ محمد بن جراح في الكويت عام ١٣٢٢ هـ الموافق ١٩٠٤م، بعد هجرة جده إلى الكويت بنحو أربعين عامًا.

حبه لتلقي العلم

ابتدأ بتعلم القرآن الكريم وهو صغير السن بمدرسة "الملا أحمد الحرمي" الفارسي الأصل وأكمله في مدرسة الملا محمد المهيني" وتعلم الكتابة والحساب وقسمة المواريث بمدرسة السيد هاشم الحنيان؛ وقد حفظ في أول شبابه الرحبية في المواريث، ومنظومة الآداب والدرة المضية للسفاريني.

وتعلم مبادئ الفقه على يد علامة الكويت في وقته الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان. وبعد وفاته رحمه الله لازم الشيخ عبد الله الفارسي.

كان شيوخه في العربية الشيخ أحمد عطية الأثري والشيخ عبد العزيز قاسم حمادة، وقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن محمد الفارس متن الأجرومية وكان يشاركه في هذه القراءة الشيخ عبدالله النوري.

أوجه الإحسان في حياته

يشهد السيد عبد الرحمن عبد الوهاب الفارس الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقاً، بأن الشيخ محمد بن سليمان آل جراح -رحمه الله - قد تبرع قبل وفاته بقطعة أرض كبيرة في ضاحية عبدالله السالم القطعة الأولى، ليبني عليها مسجداً على نفقته الخاصة، وأنه أوصى السيد عبد الرحمن عبد الوهاب الفارس بذلك. كما أن الشيخ تبرع قبل وفاته بمبلغ كبير إلى بيت الزكاة بالكويت.

كان الشيخ محمد بن سليمان آل جراح - رحمه الله - محبا للخير، راغباً في فعله، فلم يقتصر فضله على بذل العلم الشرعي لطلابه فحسب - ولو اكتفى بها لكفته - ولكنه أيضاً شارك بماله في عمارة المساجد والتبرع للهيئات الخيرية، كما يلي:

في مجال الدعوة والإرشاد

كان رحمه الله - علما من أعلام الكويت في الهدى والإرشاد، وقدوة طيبة في العطاء والإحسان. كان المربي الفاضل يدرس الطلاب العلم الفقه والفرائض واللغة العربية ويؤدى واجب الإفتاء ويعقد حلقات تلاوة القرآن ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر في يومه وليلته حتى أسس النهضة الدينية في الكويت. ومن صفاته صبره الطويل في تتبع كل معلومة.

وتتلمذ على يديه الكثير ومنهم الأساتذة والسادة الأفاضل: الشيخ أحمد الغنام الحمود، الملا محمد صالح العجيري، أحمد عبد العزيز الحصين، محمد سليمان المرشد، من طلبة العلم كل من الأساتذة والسادة الأفاضل: أنور الشعيب د. بدر الماص د. وليد عبد الله المنيس، محمد ناصر العجمي، جاسم الفهد، خالد سليمان الخليفي، جراح الجراح، ياسر المزروعي، محمد عبد الرحمن الفارس، وسام العثمان وعدنان النهام .

ولم يتوقف الشيخ محمد آل جراح - رحمه الله - عن التدريس حتى أنهكه المرض، فهو في ذلك خير قدوة وأسوة حسنة للعلماء المجاهدين الصابرين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا " رواه مسلم

تولي الشيخ في بادئ الأمر وظيفة الإمام في مسجد العثمان في حي القبلة بعد أن استخلفه فيه الشيخ يوسف بن حمود رحمه الله. ثم تولى الإمامة في مسجد عباس بن هارون.

عمل فضيلة الشيخ محمد آل جراح في الخطابة وكان ينوب عن الشيخ أحمد الخميس - رحمه الله - بمسجد البدر، ثم في مسجد العثمان خطيبا أيضاً ثم في مسجد الساير القبلي وأخيراً في مسجد السهول ومسجد المطير وكلاهما في ضاحية عبد الله السالم.

كان رجلا تقياً ورعاً لم يبخل بعلمه على أحد، بل كان ينشره كالضياء على من حوله وعلى كل السائلين الراغبين في التفقه. ولقد كان مسجد السهول الذي كان الشيخ خطيباً فيه منارة من منارات العلم في الكويت. ورغم غناه ويسر حاله، كان زاهداً في الدنيا، زاهدا في الشهرة، بسيطاً في مأكله وملبسه يأكل من عمل يده حيث فتح والده له ولإخوته دكاكين للتجارة. وذلك مصداقا للحديث النبوي الشريف: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يديه وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" رواه البخاري.

وفاته:

انتقل الشيخ محمد آل جراح إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس ١٣ جمادي الأولى ١٤١٧هـ، الموافق ٢٦ سبتمبر ۱۹۹٦م.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج1. بيت الزكاة، 1998.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%201.pdf