ضاحي العجيل العسكر
مولده ونشأته:
هو ضاحي بن عجيل العسكر من البدور من الأشاجعة من المحلف من الجلاس من ضنا مسلم من عنزة، المولود عام ۱۳۳۰هـ - ١٩١٢م، في أسرة كريمة عريقة تعود أصولها إلى مدينة المجمعة بإقليم نجد، ولهم سابق إمارة، ومنهم الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليمان العسكر أمير المجمعة ثم عسير سابقاً المتوفى سنة ١٣٥٠هـ - ١٩٣١م.
عاش رحمه الله في منطقة القبلة - جبلة (الصالحية) - بمدينة الكويت مع أخيه الأكبر عبد الله. وبعد وفاة أخيه، انتقل إلى الشامية، ثم إلى كيفان ثم إلى أم صده في المرقاب ثم السرة ثم مشرف.
أوجه الإحسان في حياته:
الإحسان خلق عظيم من أخلاق المقربين، وسمة من سمات العابدين وخصلة من خصال الفائزين وسبيل إلى نيل محبة رب العالمين القائل في كتابه المبين: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » (آل عمران: ١٣٤)، وليس أدل على علو مكانة الإحسان، ورفعة قدر أهله عند الكريم المنان من أن مادة (حسن) ومشتقاتها وردت في كتاب الله العظيم مائة وخمسا وستين مرة لأن الإحسان دليل على النبل، واعتراف بالفضل، وعرفان بالجميل، وشكر للجليل، ينبئ عن الصفاء، وينطق بالوفاء، ويترجم عن السخاء، فيه خير للعباد، ومنفعة للبلاد، وسبيل إلى تماسك المجتمع، وتقدم الأمم.
وقد تعددت صور الإحسان في حياة المحسن ضاحي العجيل رحمه الله فشملت ما يلي:
أولا: بناء المساجد والمدارس
1. بناء مسجد ومدرسة في جمهورية مالاوي
2. ترميم مسجد في قرية جوي بمدينة المجمعة
ثانيا: الوقف الخيري من خلال بيت الزكاة
في عام ۱۹۹۰ - واستنادا إلى إعلام الوصية رقم (١٩٩٦٣٧) الصادر من المحكمة الكلية إدارة التوثيقات الشرعية - فقد أوصى رحمه الله بالربع مشاع في عقار يمتلكه على يد بيت الزكاة للإنفاق من ريعه في وجوه الخيرات والمبرات. وقام بيت الزكاة بتنفيذ العديد من المشاريع داخل الكويت وخارجها من عوائد هذا الوقف. وقد تم تكريمه رحمه الله بشهادة تقدير من قبل وزير الأوقاف والشئون الإسلامية - رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة عام ١٩٩٢م. ويقع هذا العقار - الذي يوصف في الوثيقة بأنه «بيت شرقي، تبلغ مساحته ألف متر مربع - بمنطقة أبرق خيطان - التوسعة الجنوبية، وهو يمثل القسيمة رقم (۳۸) + ۳۸) ب + ۳۸ (ج) من المخطط م / ٣٣٧٨٦ ضمن القطعة رقم (٤) ، ويتكون هذا العقار من طابقين، وعشر غرف ومرافقها من دورات المياه والمطابخ. علما بأن ما يملكه من هذا العقار أقل من ثلث ممتلكاته، وفق الوصية المذكورة. وقد تم تثمين هذا العقار لصالح بيت الزكاة، حيث تم هدم المنطقة بالكامل.
ًثالثا: مساعدة المحتاجين وإنظار المعسرين
كان المحسن ضاحي العجيل رحمه الله - بشهادة أبنائه ومعاصريه - يمد يد العون للفقراء والمحتاجين. كما عُرف عنه رحمه الله أنه كان كريماً سخياً محباً للخير لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، حيث كان رحمه الله يعمل في تجارة المواد الغذائية ويتعامل مع الكثير من التجار، بطريقة البيع بالأجل لبعض التجار المعسرين، فكان رحمه الله ينتظر عليهم مدداً طويلة دون من منه أو أذى أو أرباح، مبتغيا الأجر والثواب من الله الكريم لوهاب.
وكان رحمه الله يصدر المنتجات التي يتاجر بها كالأرز والسكر والشاي والهيل والقهوة إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، ثم انتقل إلى تجارة قطع غيار السيارات المستعملة، وكان محله خلف موقع المجلس البلدي لحالي، مقابل مبنى البرقية القديم.
وفي بداية الستينيات ترك رحمه الله العمل في التجارة، والتحق كموظف في وزارة الشئون الاجتماعية.
وقد استمر ابناءه في مسيرة الخير والعطاء فبنوا مسجد ضاحي العجيل بمحافظة الشرقية في مصر وحفروا آبار للمياة العذبة في أفريقيا مثل دولة النيجر.
وفاته:
وبعد هذه الرحلة العامرة والمسيرة المباركة في العمل الخيري والإنساني داخل الكويت وخارجها، توفي المحسن ضاحي العجيل العسكر رحمه الله - بعد رحلة علاج - في العاصمة البريطانية لندن في العاشر من جمادى الآخرة لعام ١٤١٥هـ، الموافق للثالث عشر من نوفمبر لعام ١٩٩٤م، عن عمر ناهز الاثنين والثمانين عاماً..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج13. بيت الزكاة، 2021.
الموقع الإلكتروني: