حسين بن علي آل سيف

من ويكي خير
محسنون من بلدي
محسنون من بلدي

المولد والنشأة:

هو حسين بن علي بن سيف بن محمد الدراج بن حسين بن محمد العنزي المولود عام ١٢٦٩هـ في مدينة الكويت القديمة الموافق لعام ١٨٥٣م.

ينتسب إلى أسرة آل سيف وهي من الأسر الكويتية التي هاجرت من نجد ومن منطقة الهدار إلى الأحساء في المملكة العربية السعودية حوالي عام ١٠٨٣هـ / ١٦٧٢م. مع أسرة آل صباح حكام الكويت، وآل خليفة حكام البحرين وغيرهما من الأسر الكويتية الأخرى.

شاركت أسرة آل سيف في تأسيس مدينة الكويت القديمة حوالي سنة ١١٢٥هـ /۱۷۱۳م. وبعد ذلك اختارت هذه الأسر الكويتية الشيخ صباح الأول بن جابر جد أسرة الصباح حاكما عليهم.

أوجه الإحسان في حياته

لا عجب أن ينفق حسين بن علي من ماله في سبيل الله وهو من أثرياء الكويت، فيطعم ويسقي ويعطي للمحتاجين والمساكين وابن السبيل ويفرج عن المكروبين، لكن العجيب أن إحسانه هذا لم يتوقف بعد الأزمة الاقتصادية في الكويت وذهاب ثروته إثر كساد تجارة اللؤلؤ فلم يبخل بما لديه ولو كان قليلاً.

إطعام الطعام:

ظل المحسن حسين بن علي آل سيف يعيش مع شقيقه شملان في بيت واحد (البيت الكبير)، فقد كانت تجارتهما واحدة حتى منتصف عام ۱۹۳۰م. وكان البيت والديوان مفتوحين للفقراء والمحتاجين والضيوف فكانا يطهيان يوميا كيسا كبيرا من الأرز يزن حوالي ٧٥ غراما - نصفه للغداء والنصف الآخر للعشاء، وذلك لإطعام المحتاجين والفقراء نمن أبناء الحي والضيوف وغيرهم، وتزيد هذه الكمية إلى كيس وربع في فصل الصيف أثناء خروج الغواصين إلى مغاصات اللؤلؤ وعودتهم إلى الكويت بعد انتهاء موسم الغوص، وخاصة للغداء حيث كانوا يطبخون ثلاث أرباع الكيس، وأما النصف الآخر فكان للعشاء.

وكان بيت حسين وشملان هو البيت الوحيد الذي يطبخ هذه الكمية الكبيرة من الأرز يوميا آنذاك، حتى افترق حسين وشملان (تعازلا) واقتسما ما كان لديهما من مال قليل وعقار وسفن وغيرها. وأغلق البيت الكبير أبوابه في منتصف مايو عام ١٩٣٠م بعد كساد تجارة اللؤلؤ.

كرم وسخاء:

لقد عُرف المحسن حسين بن على آل سيف بالكرم والسخاء وخدمة الوطن وإيثار غيره على نفسه، علما بأنه آنذاك كان بحاجة إلى الدراهم للصرف على بيته بعد ذهاب ثروته إثر كساد تجارة اللؤلؤ، وهناك حادثتان تؤكدان هذا المعنى الطيب عن المحسن حسين بن علي آل سيف:

إيثار على النفس:

في شتاء عام ١٩٣٤م، أيام الضائقة المالية الشديدة في الكويت بعد كساد تجارة اللؤلؤ، ذهب حسين بن علي آل سيف إلى بيت ابنه يوسف في فريج شملان بجوار مسجد القطامي لزيارته، وكان يوسف من تجار اللؤلؤ، فأعطى أباه مبلغا من الروبيات الفضية وضعها له في قطعة قماش (صرة).

وبينما هو عائد بصرة المال إلى بيته وصل إلى ديوان يقع قبل بيته بقليل، فوجد جاره وهو أحد نواخذة الغوص على اللؤلؤ جالسا أمام ديوانه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ثم سلم عليه ثانية فتنبه ورد عليه السلام، وقال له أعذرني يا أبا علي ما تنبهت إليك، إنا أفكر في هذا البيت الكبير (يقصد بيته وعائلته الكبيرة، وهو في حالته المالية الصعبة هذه)، فما كان من المحسن حسين بن علي إلا أن قدم له "الصرة" التي في يده وألح عليه في قبولها حتى تسلمها منه.

ولما وصل حسين إلى بيته واخبر زوجته (الأخيرة) أم أحمد بما فعل وهي من النساء الشهيرات ومن قارئات الكتب قالت له "حسناً فعلت ولكن كان يجب ان تعطيه نصف المبلغ وتبقي لنا النصف الآخر، نحن بحاجة" فقال لها: هو أحوج مني.

هكذا يكون الكرم والإيثار على النفس، ناهيك عن الحاجة المُلحة لهذا المال.

إمعشي العوسج :

كان المحسن حسين بن علي آل سيف يحب الخروج إلى البادية في فصل الربيع حيث يخيم هناك مدة طويلة للنزهة والصيد والقنص، وكانوا يطلقون عليه في البادية لقب «إمعشي العوسج » لكرمه الشديد ففي إحدى الليالي أستيقظ مبكرا قبل الآذان الأول لصلاة الفجر بوقت طويل، وكان الجو غير صاف، فشاهد سواداً ظنه ضيوفاً نزلوا تلك الليلة قرب مخيمه ونصبوا أخبئتهم، فأيقظ رجاله وأمرهم بذبح الذبائح، وعمل وجبة عشاء لهؤلاء الضيوف. بعد أن انتهوا من إعداد الطعام ذهبوا به إلى حيث أشار، وإذا بهم لا يجدون إلا شجيرات العوسج، ولهذا السبب أطلقوا عليه - رحمه الله - لقب: «إمعشي العوسج»

مساعدة المحتاجين

كان المحسن حسين بن علي وأخوه شملان يخرجان الزكاة، ويعمران المساجد، ويستضيفان علماء الدين. وكانا إذا باعا اللؤلؤ في مدينة بومباي بالهند، لا يتأخرا في إقراض المحتاج من تجار الكويت لتسيير تجارته دون فائدة، وكان بعض التجار يتأخر في السداد فيكون الرد دائماً مزيداً من فترات السماح تيسيراً على المعسرين منهم، وتفريجاً عنهم، عملا بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة». رواه البخاري ومسلم.

سقاية الماء:

كغيرهما من ذوي السعة في ذلك الوقت، خصص المحسن حسين ابن علي وشقيقه شملان سفينة شراعية كبيرة تسمي (رانقون) لنقل الماء الحلو من شط العرب -أمام البصرة - إلى الكويت، حيث يجري توزيع ما تحمله من مياه على الفقراء والمحتاجين مجانا، إسهاما منهما في حل مشكلة ندرة المياه في ذلك الوقت، وصدقة من الرزق الذي وهبه الله لهما.

وفاته:

توفي المحسن حسين بن علي آل سيف صباح يوم الاثنين ٣ رمضان عام ١٣٥٥هـ الموافق ١٦ نوفمبر ١٩٣٦م وعمره ٨٦ سنة هجرية، بعد حياة مليئة بالعمل الطيب والكفاح.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج2. بيت الزكاة، 2001.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%202.pdf