بدر شيخان أحمد الفارسي

الأيادي البيض- سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية
الأيادي البيض- سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية

مولده ونشأته

في فريج الشيوخ بمنطقة الوسط في مدينة الكويت وبتاريخ 17 أكتوبر عام 1949م، وُلد السيد بدر شيخان أحمد الفارسي، وهو الابن الثاني للسيد شيخان أحمد الفارسي، وقد تطبع بطباعه الخيرية من كرم وإحسان للمحتاجين وعطف على الفقراء، فانعكس ذلك على طبيعته الخيرية التي ظهرت على أرض الواقع على شكل أعمال خيرية جليلة. بعد أن تخرج بدر شيخان في الجامعة عمل لفترة بوظيفة عامة، تركها بعد ذلك وتفرغ للعمل التجاري الخاص، حيث كان يعمل مع والده منذ الصغر، وكان لا يغيب عن خاطره أبداً خدمة وطنه من جميع الجوانب اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، كما سيتضح لنا من خلال مواقفه الخيرية، والتي سوف نتعرض لها بشيء من التفصيل، وهو متزوج وله ابن وثلاث بنات.

إحسانه

يتضح لكل من يتعرض للسيرة الذاتية لبدر شيخان الفارسي أنه أمام شخصية كريمة بطبعها؛ فهو من بيت كرم ورثه عن والده الذي كان يتسابق معه في عمل الخير.

من أوجه إحسانه

- مساعدة ألف أسرة في مملكة البحرين الشقيقة، عن طريق رجال ثقات هناك.

- مساعدة 140 أسرة في سلطنة عمان الشقيقة، عن طريق رجال ثقات هناك.

- مساعدات متفرقة في الكويت وبعض الدول الإسلامية والدول العربية.

- مساعدة المحتاجين داخل الكويت.

وتأتي هذه المساعدات عادة طوال العام.

جوانب من إحسانه خارج الكويت

للأستاذ بدر شيخان كثير من الأعمال الخيرية التي تمتد إلى خارج حدود الوطن؛ فقد قام بمساعدة والده الحاج شيخان الفارسي بإنشاء وتجهيز مدرسة للصم والبكم في مملكة البحرين الشقيقة، حيث تكفل والده بالبناء وتكفل هو بالتجهيزات والأثاث والآلات الطبية والوسائل المساندة وكان ذلك في عام 1998م.

مشروع مركز التموين

لقد عرف الأستاذ بدر شيخان طريق الخير منذ الصغر؛ حيث كان يرى والده وجده يسعيان دائماً في الخير، ويعطيان الناس مما أعطاهما الله، ويؤثران على أنفسهما، وقد تنوعت سبل الإحسان لديهما، ونشأ بدر شيخان بين عائلة تجزل العطاء بكل الصور الممكنة، وبذلك تكونت لديه فكرة جديدة وجديرة بكل تقدير واحترام، وهي فكرة مشروع مركز التموين الذي يعتبر بالفعل سابقة مميزة وليست بغريبة على هذا الرجل.

وقد وقفنا عزيزي القارئ على معلومات مهمة من مؤسسة بيت الزكاة، تعطينا نبذة عن جزء من أعماله الخيرية في مجال مساعدة الأسر المحتاجة على مستوى دولة الكويت، حيث يقوم الأستاذ بدر شيخان بالتمويل المالي ويتولى بيت الزكاة القيام بالخدمة.

أولاً: فرع السالمية

ويخدم كلاً من محافظات (العاصمة – حولي – الأحمدي – مبارك الكبير، ويبلغ إجمالي عدد الأسر المستفيدة 2681.

ويتم الصرف لكل أسرة خلال الشهر الواحد المواد الآتية: (أرز – سكر – زيت – حليب – دجاج – معجون طماطم – شاي – عدس – معلبات – صابون بودرة – مواد تنظيف) بالإضافة إلى الملابس المختلفة.

وتبلغ القيمة المتوسطة لكل الخدمات والمساعدات الشهرية المصروفة في هذا المشروع للأسرة الواحدة 26.547 د.ك، وتبلغ القيمة الإجمالية خلال السنة مبلغ (521) ألف دينار كويتي، ويتحمل الأستاذ بدر كل التكاليف.

ثانيا: فرع الصليبية

ويخدم محافظة الجهراء، ومحافظة الفروانية. ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من هذا المشروع 2750 أسرة، ويصرف لكل أسرة خلال الشهر الواحد المواد الآتية (أرز – سكر – زيت – حليب – دجاج) ومتوسط الصرف على الأسرة يعادل 19.576 د.ك؛ أي يبلغ الإجمالي خلال السنة الواحدة 646 ألف دينار كويتي ويتحملها هو أيضاً .

مشروع الإطعام (المطبخ المركزي)

يؤمن السيد بدر شيخان تماماً بضرورة الإنفاق في سبيل الله بغير حساب؛ لأنه السبيل للرزق في الدنيا وللجزاء الأعظم بإذن الله تعالى في الآخرة.

وبناءً على ذلك فقد تقدم بدر شيخان بفكرة جديدة ومهمة، وسبيل خير جديد لكل من يريد أن يسير على دربه، وهذه الفكرة باختصار هي فكرة "المطبخ المركزي"، التي تهدف إلى تقديم خمسة آلاف وجبة يومياً لإطعام الفقراء، وذلك من خلال قيام الأمانة العامة للأوقاف أولاً ببناء "المطبخ" وتوفير مكان له وتجهيزه بلوازم المطبخ، وثانياً قيام بيت الزكاة بتوظيف طاقم الطباخين (الطهاة)، ليقوم هو بدوره بتوفير المواد الغذائية اللازمة لإعداد الوجبات المنصوص عليها.

وبالفعل تقدم بمشروعه هذا إلى الجهات المعنية، وبفضل الله تعالى حصل على موافقة الجهتين المعنيتين؛ لما لمسه المسؤولون في هاتين المؤسستين من جدية ومثابرة في دعم مشروع مركز التموين، لذا فإن المشروع الآخر (مركز الإطعام – المطبخ المركزي) في طريقه إلى التنفيذ بعون الله تعالى.

توصياته وأمنياته للاستمرار والتواصل في العمل الخيري

لم يتوقف بدر - بفضل الله- عن عمل الخير سواء بالجهد المادي أو المعنوي، وفي سبيل ذلك فإنه دائماً ما يقدم توصيات لجميع المقربين إليه وينصح المقتدرين خصوصاً بما يلي:

أولاً: الاهتمام بمركز التموين – الذي يتكفل به – وإعانته عليه، حيث إنه قلق على مستقبله من بعده - لا قدر الله - ولعلها تكون دعـوة عامة من خلال هذا الكتاب لكل المحسـنين في بلدي - وما أكثرهم ولله الحمد – ليساهموا بما يستطيعون ليستمر هذا الصرح الخيري في عطائه؛ لخصوصية هذا المركز والطبيعة المستديمة واليومية في تقديم خدماته التموينية التي فصلناها آنفاً.

ثانيا: إحياء وتأكيد الخصلة الحميدة التي يتمتع بها المجتمع الكويتي، وهي التواصل بين العائلات الكويتية فيما بين أفرادها من جهة، ومن جهة أخرى فيما بينها وبين العائلات غير الكويتية لكي يكتشف الموسرون منها المعسرين في أطرافها فيقوموا بواجب التكافل نحوهم.

وجدير بالذكر أن نشير هنا إلى أن الأستاذ بدر شيخان عضو بمجلس الأمة خلال دور الانعقاد الحالي (2003م)، الأمر الذي يدل على ثقة أهالي دائرته به وحبهم له.

وغير ذلك هناك العديد من كفالات الأيتام المقيمين في بعض الدول العربية الشقيقة وكفالة طالب العلم وغيرها من المشاريع الخيرية.

فراسته في مجال إحسانه

لما كان السيد بدر شيخان رجلاً معروفاً ببره وبخيره، ويقصده لذلك كثير من الناس لمساعدتهم في قضاء حوائجهم، فقد مَنَّ الله تعالى عليه بصفة شخصية مهمة، نمت مع الوقت وكثرة الاحتكاك بالسائلين، وهي أن لديه قدرة كبيرة على معرفة أحوال الناس حين يلقاهم، ويستطيع بكل بساطة - وبما لديه من حاسة قوية وحدس صادق - أن يتعرف على الفقير فعلاً ويميزه عن مدعي الفقر، وكذلك يميز الفقير الذي يخفي فقره والمقتدر الذي يظهر فقره، كما أن لديه بصيرة بمعرفة الشخص الغني الذي انقلبت عليه أحوال الدنيا، فضلاً عن معرفته الجيدة بالأسر المتعففة التي تخفي فقرها.

ومع ذلك فإن الأستاذ بدر شيخان لم يرد أحداً أبداً قصد بابه أو طلب منه مساعدة ولكن مع تمييز حاجته الفعلية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الأيادي البيض: سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية. عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي، 2004م.

الموقع الإلكتروني:

https://www.ajkharafi.com/files/8115/8304/1522/62e1273613a330ba378333eb25e2e2c2.pdf